فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

المشاعر الحقيقية خلف قضية الإعتداء الجنسي

الكاتب : زهرة الحمدان

القراء : 9820

المشاعر الحقيقية خلف قضية الإعتداء الجنسي

زهرة الحمدان
أن المجتمع بحاجة الى وعي أكبر بموضوع سوء معاملة الأطفال وإهمالهم، وكذلك عدم إصدار أحكام قاسية ضد ضحايا سوء المعاملة وتقبلهم في المجتمع ومن الضروري بمكان رفع وعي المجتمع بموضوع عمالة الأطفال وان الطفل غير مسئول عن تحمل مسئولية وأعباء نفقة العائلة. فاذا كانت العائلة تعيش ظروفا قاسية فهناك جهات أخرى يجب ان تكون فاعلة لمساعدة الأسرة كالدولة والجمعيات الخيرية ولكن ليس الطفل بالتأكيد..

وهنا السؤال يطرح نفسه حول مدى الشعور بالعار في حال كون المشارك والد المعتدي أو المعتدى عليه؟ تشير الدراسات أن مستوى شعور المرأة بالعار يختلف تماما عن الرجل، فالمرأة تعتقد أن الشعور بالعار سيكون أشد بكثير لو كانت أما لولد قد اعتدى مرة أو أكثر على عرض شخص آخر ونسبتهم 89%. بينما يرى 45% من الرجال أن شعورهم بالعار وسط المجتمع سيكون أشد لو كانوا آباء لبنات أو أولاد تعرضوا لاعتداء جنسي. قد يكون ذلك ناتجا عن تفهم أعمق للمرأة "كونها أكثر عرضة للاعتداء الجنسي من الرجل" بأن الضحية لا يد لها فيما حصل، وبالتالي فإن ما وقع ليس بالضرورة ناتج عن سوء تربيتها لولدها أو ابنتها. ولكن عندما تكون أما لولد معقد فهو يعني أنها فشلت في تربية طفلها تربية صالحة وقدمت للمجتمع عنصرا فاسدا غير سوي. من جانب آخر قد يرجع عدم شعور الآباء بالعار بالمقدار الذي تشعر به الأمهات في هذا الصدد، هو ان فئة غير قليلة من الرجال يرون أنفسهم بمعزل عن تربية أولادهم ويلقون جل المسئولية على كاهل الأم، ومن ثم لا يرون لأنفسهم يدا في حصاد هذه التربية خاصة عندما تكون غير صالحة. ففي النهاية يرى هذا الأب أن الأم هي التي لم تقم بواجبها كما ينبغي وليس هو. ولهذه النظرة تداعيات كثيرة اذ ان الشعور بالعار والخزي عادة ما يلازم من أخطأ خطأ فادحا لا يمكن تداركه بسهولة أو من قدم على خيانة كبيرة لا تغتفر، ولكن كيف لمن وقع عليه ظلم خارج عن إرادته وتسبب في جرحه وتمزيقه ان يتساوى شعوره مع من أقدم على خيانة أوفعل شنيع ؟

فالأب الذي يشعر بالخزي من كونه أبا لهذه الإبنة أو الابن اللذين لا ذنب لهما غير انهما وقعا ضحايا لأمراض أشخاص آخرين، قلما يتمكن من إخفاء هذه المشاعر التي تتسبب ولا ريب في إحباط الضحية وشعورها بالذنب والعار وانها السبب في تلطيخ اسم العائلة وتقويض وجاهتها وقبول الآخرين لها. هذه النظرة خطرة جدا؛ لأنها تشجع المعتدى عليهم على الكتمان وعدم البوح بما جرى لهم، مما يتيح للمعتدى فرصة ذهبية لتكرار الاعتداء وتهديد الضحية بالبوح بالسر إذا ما رفضت الرضوخ لمطالبه أو أفشت سره، فالاعتداء داء طفيلي يتغذى وينمو بالسرية والكتمان وهذه النظرة تساهم في تفاقم المشكلة وتعقد التوصل الى حلول عملية لها. في محاولة أخرى لمعرفة المشاعر الحقيقية الدفينة خلف قضية الاعتداء الجنسي، طرح سؤالان، أحدهما يسعى لمعرفة مدى تقبل الأم أو الأب لزواج ابنهم من فتاة سبق أن تعرضت لاعتداء جنسي، والسؤال الآخر يسعى لمعرفة مدى تقبل الأم والأب لزواج ابنتهما من رجل سبق أن اعتدى على عرض فتاة أو صبي حتى لو ندم على ذلك وتاب عنه. من خلال النتائج التي توصلت اليها الدراسات تبين انه لا يوجد اختلاف كبير بين المرأة والرجل في القبول بفكرة زواج الابن من فتاة سبق أن تعرضت لاعتداء جنسي، اذ أعرب نصف النساء، ونصف الرجال تقريبا عن موافقتهم رغم أن نسبة كبيرة اشترطت التأكد من أن الفتاة لم يكن لها أي دور في تعرضها للاعتداء ومراقبة سلوكها للتأكد من عدم ترك تجربتها آثارا سلبية انحرافية عليها.

وحول مدى تقبل الأم والأب لزواج ابنتهم من رجل سبق ان اعتدى على عرض فتاة أو صبي تبين الدراسة تقاربا بين وجهات نظر الرجال والنساء. فالأغلبية 67% من الرجال و78% من النساء، أعربت عن رفض مطلق لهذه الفكرة حتى لو تيسّر دليل قاطع على توبة الرجل وندمه على ما فعل. وعزا البعض ذلك الى أن من يجرؤ على هذا الفعل الشنيع مرة فلا يبعد أن يضعف ويكرر فعلته مع شخص آخر حتى بعد الزواج، فيما اعتبر آخرون ان من يرتكب فعلا كهذا هو إنسان عنيف بطبيعته لا يحترم حقوق الآخرين، ومن السهل عليه الاعتداء على حقوقهم تحت وطأة الشهوة أو الغضب. ولذلك فهم يعتبرون الحياة مع شخص كهذا تشكل تهديدا لابنتهم وإنها لا يمكن أن تنعم بالأمان والراحة معه.

أما الذين أعربوا عن قبولهم فكرة هذا الزواج، 24% من الرجال و17% من النساء، فقد اشترطت الشريحة الأكبر منهم توبة الرجل وإثباتها. وفي محاولة لقياس درجة وعي المجتمع وتفاعله مع موضوع سوء معاملة الأطفال. سعت الدراسات للتعرف على تصّور المشاركين لمفهوم عمالة الأطفال والى أي مدى يعتبرونها إساءة وسوء معاملة. ماذا تعني عمالة الأطفال؟ نرى تباينا بين الأراء حول هذا الموضوع. فبينما 6% فقط اعتبرت ان من واجب الطفل العمل ومساعدة الأسرة اذا كانت تفتقر الى الدخل المادي الكافي لقوتها، ترى نسبة 17% ان العمل وتوفير لقمة العيش للأسرة من واجب الطفل اذا لم يكن دخل الأسرة كافيا، حتى لو اضطر الى العمل في اعمال شاقة لا تتناسب وقدراته الجسدية والنفسية.

بينما يرى 36% أنه ليس من واجب الطفل مساعدة أسرته ولكن لا يوجد ضرر عليه من جراء العمل بل وقد يكون نافعا له أيضا، فإن 22% يشاطرنهم الرأي. تعتقد هذه الفئة ان الطفل الصالح الذي تلقى تربية حسنة من والديه سوف يقدر تدهور الحالة المادية لأسرته ويبادر بتحمّل مسئولية الانفاق عليها فهو قادر ــ حسب رأيهم ــ على تحمل الصعاب التي تعترض طريقه والتي لا تشكل عاتقا لممارسته حياته الطفولية بصورة طبيعية بغض النظر عن التأثير النفسي لما يتحمله من أعباء الشعور بالتقصير والإحباط والفشل اذا ما لم يحالفه الحظ يوما للكسب الذي تتوقعه الأسرة منه .
 

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6346717 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة