فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الإعلام الجنسي وثقافة الاستعفاف

الكاتب : أسماء جبر أبو سيف

القراء : 10225

الإعلام الجنسي وثقافة الاستعفاف

 
أ/أسماء جبر أبو سيف
الإعلام الجنسي لايحتاج فقط إلى توافر المعلومات اللازمة عن الجنس بكافة نواحيه من تشريحية وفسيولوجية ونفسية فحسب، مضافة إليها معلومات عن تدرج الحاجة إلى المعرفة الجنسية لدى الولد، وعن الأسلوب التربوي الصحيح لإشباع هذه الحاجة لديه، وفقًا للمراحل التي يمر بها، إنما يحتاج علاوة على ذلك إلى مراجعة الأهل لمواقفهم العميقة من الجنس، ومحاولة تصحيح ما أعوج منها، وهو ما يعني ضرورة مراجعة مواقفهم المعاشة وتطويرها نحو الأفضل، فالتربية عملية تبادلية، والوالدان لا يربيان أولادهما فحسب، بل يتلقيان منهم بالمقابل تربية تقودهم إلى مزيد من الاكتمال والنضج.." كانت هذه الكلمات مما أورده الكاتب "كوستي بندلي بمقدمة كتابه" كيف نواجه أسئلة أولادنا عن الجنس؟
 
ونلتقط خيط الحديث من سؤالكم وكلمات الكاتب لنقسم إجابتنا إلى محورين:
الأول: بماذا يجب أن يتسلح الوالدان ليشجعا أولادهم على أن يكونا مصدر معرفتهم الأول.
-الثاني: ما يجب مراعاته بشأن الإعلام الجنسي الوالدي، وكيفية بناء ثقافة الاستعفاف.
نأتي للمحور الأول:
بماذا يجب أن يتسلح الوالدان ليشجعا أولادهم على أن يكونا مصدر معرفتهم الأول:
1 - الحرص على تثقيف الوالدين نفسيهما بثقافة جنسية تخص السن المطابقة لسن الفتى أو الفتاة. وقد نتساءل أنه من المضحك القول إن على الوالدين تكوين ثقافة جنسية واعية.. نعم أعني ذلك فعلاً، فكم من الآباء أنجبوا عشرة أبناء، ولكنهم يحمرّون ويخضرّون، ويربط على ألسنتهم عندما يسألهم ولدهم أو ابنتهم: ما هو الزواج؟!
فثقافة الوالدين حينما تكون واسعة -بغض النظر عن المستوى التعليمي- فإنها تعطي القدرة على تكوين معلومات أكثر منطقية وواقعية وصريحة حول الجنس في رأس الأبناء.
2 - الحرص على نقل شعور التوازن حيال الجنس إلى أبنائهما، والتفكير فيه باحترام وبتقبل، فالأبوين المنفتحين على أبنائهما بالحدود المطلوبة للتربية سيوجدان شخصية تنظر إلى الجنس بشكل سويّ وأنه حاجة طبيعية؛ فالميل نحو الجنس الآخر بحد ذاته ليس حرامًا، بل يدل على سلامة الفطرة، ولولاه لما استطاع ولدنا أو ابنتنا من الزواج والإنجاب، ولأخذناهما إلى أكبر الأطباء لمعالجة فتور الشعور الجنسي تجاه الآخر! ولكن الحرام والعيب هو أن يتحول الميل إلى رغبة جامحة في ممارسة الجنس أو أي شكل أو مقدمات له؛..لذلك علينا أن نعترف بمشاعرهم والتعامل معها بشكل طبيعي تمامًا.. هكذا لن نخشى بإذن الله على أبنائنا من السقوط؛ لأننا منحناهم الفرصة ليكوِّنوا نظرة مريحة وواسعة تجاه الجنس.
 
ويمكن ذلك عن طريق الاستجابة الإيجابية لأسئلة الأولاد، بـ:
1- التماسك أثناء الاستماع إلى السؤال..
2- عدم التحرج من الإجابة، أو محاولة التهرب؛ فأبناؤنا لا يقلون ذكاء عنا، وهم حينما يروننا زاغت عيوننا، وتلوّن وجهنا عند الاستماع أو الكلام في أمور الجنس، فإنهم يتأكدون أن الأمر "غير طبيعي"، ويصرُّون أكثر على البحث على أدق التفاصيل، خاصة وأنهم جيل واعٍ ومطلع على الإنترنت الذي يصب في رؤوسهم مئات الأفكار الجنسية التي تتحول إلى كل هذه التساؤلات عن الأعضاء الجنسية، و"السكس"، والشذوذ… إلخ.
 
ونأتي للمحور الثاني:
ما يجب مراعاته بشأن الإعلام الجنسي الوالدي، وكيفية بناء ثقافة الاستعفاف:
أولاً :
- يجب الوعي أن الأمر هنا ليس أمر التدريب على شكل برنامج بقدر ما هو أمر تغيير قناعات وتكوين ثقافة لدى الوالدين.
- لا بدّ من تعويد الأبناء على المناقشة والحوار الدائم وتخصيص سهرة أسبوعية مثلاً، خاصة بالفتى أو الفتاة كل على حدة أو بكل الأسرة إن كان السن متقاربًا، وهذا أفضل لتناول ما يدور في رأسهم من تساؤلات بكل ثقة ووضوح، فأهمية الحوار مع الأبناء تكمن في أنه يدرِّب الابن على مواجهة ضغوط الحياة اليومية الموجهة للإثارة، وأكثر ما يواجهه هذا الجيل هو ضغط الأصدقاء وثقافتهم.
ثانيًا:
- تعويد أبنائنا على اعتبار ارتباطهم واحترامهم لأوقات الأسرة شيئًا عظيمًا لا يتنازل عنه (كوقت الغداء، ووقت الاجتماع الأسري، أو وقت الشاي...)، فمن العادات الاجتماعية المنتشرة أن الفتيان يتأخرون خارج المنزل، وهذا يطيل فترة تعرضهم لمواضيع الجنس وانحرافاته.
- بالإضافة إلى أن الجلوس مع الأسرة يمنح الشاب سندًا عاطفيًّا ومتنفسًا آمنًا يحيطه دون أن يشعر، ويحيطه بسياج من الإشباع الاجتماعي، وهو ما يصرف تفكيره نوعًا ما عن مجتمع الشارع، ولكن هذا لا يعني أن لا نسمح له بالصداقات، بل يجب أن نعزِّز صداقاته المتنوعة ونحترمها؛ لأنها أيضًا جزء من تكوينه الاجتماعي، وتكوين نظرته المتوازنة والواقعية عن الحياة والمجتمع.
ثالثًا:
- على الأبوين أن يطرحا أفكار الاستعفاف وكيفيته باستمرار ودون يأس؛ فكثرة الحديث حول الاستعفاف يؤدي إليه فعلاً. إن طريقة تربيتنا لأبنائنا هي تدريب على الاستعفاف بحد ذاته، وذلك عن طريق:
1-تسليح الابن أو البنت بثقة النفس، وبثقافة إيمانية متنوعة عالية، وشعور بالمسؤولية تجاه الواجبات منذ صغرهم، فهذا يخفِّف من العبء على الوالدين، ويجعل مواجهة الوالدين لهذا الأمر أكثر سهولة؛ لأن أبناءهما يشاركاهما هذه المواجهة، ويقفان معهما معًا في خندق واحد، وليس ضد بعضهما البعض، وأعني بذلك الطاقة الروحية على سبيل المثال إذا تمت تقويتها، فإنها سوف تساعد الفتى أو الفتاة على القدرة على تأجيل التفكير بالجنس.
2 - العناية بالتربية الدينية، فالعبادات، والصيام، وتدريب الولد والبنت منذ صغرهما على غضِّ البصر، وحضور دروس الشباب الدينية، والذهاب يوميًّا إلى المسجد حتى لو مرة واحدة وقراءة الكتب والمجلات المفيدة، فكل ذلك يقوِّي لدى الابن أو الابنة القدرة على تمييز الصواب من الخطأ، ويوسِّع أفق اهتمامهم، بحيث لا يبقى محصورًا في دائرة الاهتمام فقط بالأمر الجنسي، وينصرف بدلاً من ذلك إلى الإنتاج والإبداع.
3 - تفهيم الأبناء أنه لا يمكنه ممارسة الجنس إلا في نطاق الزوجية، وأن هذا يتطلب منه إكمال تعليمه، وتحوله إلى فرد منتج قادر على العمل والكسب؛ ليتمكن من الزواج الصحيح الذي يشترط الإشهار.
4- بالإضافة إلى التغاضي أحيانًا عن الأسرار التي نعرفها خلسة عن أبنائنا ومتعلقة بالجنس دون أن يكون هناك حرام أو جريمة، ونحن أحيانًا نثق ببعض المعلومات الشعبية حول الأمر، وتكون لا أصل لها في الدين والطب، فإذا ما اكتشفنا أن ولدنا يمارس العادة السرية مثلاً لماذا ننهار؟ لماذا يعتقد الأب أو الأم أن الولد سوف يحدث له شيء؟ لقد أجاز بعض العلماء ممارستها ما لم يبالغ فيها أو تسبب له الضرر؛ لأن الطاقة الجنسية حاجة بشرية، وتحتاج إلى تصريف، وهي طاقة ضمن رزمة من الطاقات الأخرى إذا ما عولجت معًا سوف تؤدي إلى نتائج جيدة بإذن الله تعالى، وبدلاً من الانزعاج علينا تعليمهم طرق التنفيس المختلفة عن مكنوناتهم كالركض، والدعاء، والرسم، والحديث إلى صديق مخلص.
5- الحرص على دفع الأبناء إلى مزاولة الأنشطة التي تساعد على السيطرة على الذات كالرياضة التنافسية مثل كرة القدم، والسباحة، وركوب الخيل، والعبادات التي تساعد على نفس الهدف كالصيام، فحينما ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث: "يا شباب.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، ذلك أن الصيام هو عبادة تساعد على السيطرة على الذات، بالإضافة إلى تدريب الطاقة الروحية وتقويتها.
6- لا بد من التغاضي أحيانًا عن بعض التصرفات الصغيرة، ويجب ألا ينتابنا الشعور بالإحباط أو بالرغبة في التفتيش عن كل صغيرة وكبيرة في خزائن أبنائنا وفراشهم وملابسهم، علينا أحيانًا أن ندعهم يتعلمون بأنفسهم، وأن نحترم خصوصياتهم لتعلموا المحافظة عليها، وتكون مدخلنا إلى تعريفهم أن للحياة الجنسية خصوصية يحرم الحديث فيها في بعض المواطن، حتى لا يؤدي كثرة الحديث فيها إلى نشر الفاحشة.
7- وفي النهاية.. أحب أن أذكِّر كل والدين أنه ينبغي عليهما أن يحيطا أبناءهم بالثقة، والمودة، والتعاطف، والعدل بينهم، والاهتمام التام بشؤونهم الدراسية وحياتهم العملية؛ لأن هذا كله يعلمهم أن يحافظوا بدورهم على أسرهم، ويكوِّن لديهم فكرة أن الأسرة ليست فقط حياة زوجية وجنس، بل تعاون، ومحبة، وعطاء، وإنجاز.

اسلام أون لاين.نت

 أطبع المقال أرسل المقال لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6335766 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة