|
مظاهره ومعالجاته |
الكاتب : محاسن الحواتي |
القراء :
27410 |
العنف العائلي مظاهره ومعالجاته محاسن الحواتي ان ظاهرة العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية نجدها في كل الدول وفي كل المجتمعات غنية كانت او فقيرة وتختلف نسبياً من منطقة الى اخرى وفي السنوات الاخيرة اهتمت الحكومات والمنظمات غير الحكومية بظاهرة العنف ضد المرأة وحاولوا جاهدين للحد من هذه الظاهرة حتى الآن لا يوجد مفهوم موحد للعنف الا ان الباحثتان سبورة وريم قدمنا تعريفاً يلملم المعنى ويشرحه تعريفا واضحا فالعنف حسب تعريفهن.
أي عمل او تصرف عدائي او مؤذ او مهين، يرتكب بأي وسيلة ويحق اية امراة لكونها امرأة، يخلق معاناة جسدية وجنسية ونفسية وبطريقة مباشرة او غير مباشرة من خلال الخداع او التهديد او الاستقلاق او التحرش او الاكراه او العقاب او اجبارها على البقاء او اية وسيلة اخرى وانكار واهانة كرامتها الانسانية او سلامتها الاخلاقية او التقليل من أمن شخصها ومن احترامها لذاتها او شخصيتها او الانتقاص من امكانياتها الذهنية والجسدية، يمكن ان يمارس العنف ضد المرأة من قبل افراد وجماعات او مؤسسات بشكل منظم او غير منظم ويتواصل ما بين الاهانة بالكلام حتى القتل ) وفي هذه الورقة نتناول العنف العائلي من زاوية العنف الموجه ضد المرأة من قبل عائلتها وافراد اسرتها فالظاهرة في ازدياد في بلادنا وفي العالم ولا تقتصر على فئة دون اخرى .. ولابد من الاشارة الى الحملة العالمية السنوية لمناهضة العنف ضد المرأة والتي ستبداء من 25 نوفمبر " اليوم العالمي لمناقصة كافة اشكال العنف ضد المرأة وتنتهى في 10 ديسمبر ذكرى للاعلان العالمي لحقوق الانسان " التي ستشارك فيها كل الفعاليات الدولية المهتمة بظاهرة العنف ضذ المرأة تسليط الاضواء عليها وجعلها في محك الاهتمام الجمعي - عادة ترتفع مؤشرات العنف ضد المرأة والعنف عامة في حالات الحروب والازمات الاقتصادية وغيرها وتبدو الصورة قاتمة - حول المؤشرات في مثل هذه الاحوال، وفي هذه الورقة حاولنا جاهدين انزال الاستبيان الى عدد من الاسر التي تقطن صنعاء العاصمة حيث تفاوتت الخصائص التعليمية والاجتماعية و … الخ وما لاحظناه هو التكتم على العنف العائلي او الاسري يصل الى حد الانكار لذا بذلنا جهوداً من اجل اخذ اجابات صحيحة ولم يكن الاستبيان هو اطارنا المحدد فقط بل الاسئلة الاضافية الاخرى ساعدت في التوصل الى الحقائق ومن ثم تشخيص الظاهرة والبحث عن معالجات ومخارج. ان مفهوم العيب وعدم التجروء للاعتراف بممارسات العنف التي تحدث في اطار الاسرة او العائلة من وقتا للثقافة السائدة جعلنا نواجه صعوبات عديدة في الوقوف بجدية علمية على الظاهرة ولكن ليس من الاستحالة التواصل الى بيانات تمكن قراءة الظاهرة . الإطار العام للاستبيان o احتوى الاستبيان على عدد من المحاور حول انواع العنف بالاضافة الى بيانات كالسن والمرحلة الدراسية والحالة الاجتماعية اوردنا العديد من الاسئلة التفصلية التي عززت من النتائج فالفئة العمرية كانت ( من 10 - اكثر من 40 سنة ) و60% من المبحوثات متزوجات و27% عازبات والاخريات مطلقات وارامل. o المبحوثات 73% منهن تحصلن على تعليم اساس وثانوي و20% اميات 7% جامعيات بمعنى ان الفئة المبحوثة فئة معظمها نال قسطاً وافراً من التعليم وعلى درجة كبيرة من الوعي الازواج ايضا 44% جامعيين 40% اساس وثانوي فقط 10% هم الاميين وهذا مؤشرا اخر يثير التساؤل لماذا العنف ؟ o معظم المبحوثات متزوجات برجال غير عاطلين ! o شمل الاستبيان انواع واشكال العنف واسبابه وهل مازالت المعنفات يواجهن العنف باستمرار ام لا وكيف توقف العنف ضدهن ؟ مظاهر العنف العائلي هناك العديد من مظاهر العنف العائلي والتي لخصهـا د. حلمي سارى كالآتي: 1. العنف الجسدي. 2. العنف التعليمي. 3. العنف النفسي. 4. العنف الجنسي. 5. العنف الاجتماعي. 6. العنف في العمل. ونحن اذ نتفق مع د. ساري نضيف بان أي تقييد لحريات المرأة يعتبر مظهراً من مظاهر العنف، حيث حرية التعبير عن النفس بالمشاركة في الحوار والنقاش الاسرى او العائلي حتى لا يستمع أحيانا لصوت المرأة وفي هذا المجال تحظى كبيرات السن باحترام آرائهن وتهمل اصوات صغيرات 67% من المبحوثات تعرضن للعنف من قبل ازواجهن و30% تعرضن للعنف من قبل اخوانهن الذكور وسجل عنف الأبناء ضد الامهـات غيابا في هذا الاستبيان ربما تكون صدفة محمودة، الا ان عنف الاخرين من نفس العائلة ( خال - عم - ابن اخ - جد … الخ ) ضد المرأة من أي موقع يشاوؤن بحكم القرابة. عنف الوالدين ضد ابنتهم حيث تعرضت 17% من المبحوثات العنف من قبل ابويها يتركز في ممارسات العنف الاجتماعي والنفسى والعنف التعليمي. المبوحثات تعرضن للعنف مراراً و57% منهن تعرضن للعنف اكثر من خمس مرات خلال الاربعة اشهر الماضية ومازال العنف ضدهن قائم. لماذا العنف العائلي كما ذكرنا فالعنف الاسرى ( ونعنى به العنف في اطار الاسرة النواة ) او العنف العائلي (وهو العنف في اطار الاسرة الممتدة) موجود في كل المجتمعات واسبابه عديده أهمها: 1. الخلافات العائلية الاجتماعية. 2. الخلافات الزوجية بسبب التباين الاجتماعي والثقافي. 3. الازمات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة. 4. الاضطرابات النفسية. 5. تعاطى الخمور والمخدرات وبلعب تعاطى القات دور لا يستهان به ايضاً. 6. تدنى الوعـي بالعلاقات المختلفة داخل داخل العائلة وكيفية التعامل معها. 7. تدنى تقييم الذات. هذه هي اهم الاسباب للعنف العائلي والتي ترتبط ببعضها البعض في تشابك ملحوظ فعادة الازمات الاقتصادية داخل العائلة والظروف المعيشية الصعبة التي تواجه أي عائلة تؤدى الى بروز الخلافات العائلية وتتوسع بين افراد العائلة وتظهر جوانب الخلاف والتباين والبعض تؤثر عليه هذه المشكلات تأثيراً يقوده الى الاضطراب النفسي .. ويسود القلق العام تجاه قضايا تعددت وتشابكت، ان تعاطى الخمور كنوع من الهروب من المشكلات المحيطة لدرجة يدمن البعض فيها الخمر او غيره من المسكرات يفرز نوعا اخر من المشكلات فقد اوضحت دراسة للمقدم / سعاد عبد الله محمد نائب رئيس قسم مكافحة المخدرات بعدن ان جرائم الاعتداء على المحرمات في اليمن كان معظمها بسبب تعاطى الخمر وقلة الوازع الديني وكذا غالبية حالات الانتحار. اما تعاطى المخدرات وهو الاخطر حيث من الصعب الاعتراف بأن احد افراد العائلة يتعاطىالمخدرات لانها جريمة وسلوك غاية العيب في مجتمع محافظ ولكن احدى المبحوثات اعترفت بان شقيق زوجها وهو ابن عمها في نفس الوقت شاب في مقبل العمر يعيش معهم في المنزل يتعاطى المخدرات ويتحرش بها وببناتها في غياب زوجها ولم تخبر زوجها لانها خائفة من العواقب !! القات وتعاطيه لم يرد في الاستبيان ولكن في سياقات النقاش برز كعنصر هام وله دور في العنف العائلي فوجود القات مشكلة وعدم وجوده ايضا بالنسبة " للموالعه " او المدمنين .. فالفرد منهم عندما لا يجد القات قد يضطر الى اسقاط كل غضبه على اهله والبعض تنتابه حالات تتراوح ما بين الحزن والمرح وتنعكس على اهله والمقربين له _ وكما هو معروف فالقات يلتهم معظم دخل الاسرة ويتسبب في اختناقات كثيرة مقابل متطلبات واحتياجات افراد الاسرة. تدنى الوعي بالذات وتقييمها هام فالمعنفات ومن منطلق رؤيتهن لذواتهن اما ان يقبلن بالعنف ويلعبن دور الضحية باستمرار او يرفضن وتستقيم العلاقة بشكل يحفظ للمرأة كرامتها والطرف الاخر ايضا ومن خلال تقييمه لذاته اما ان يكون جلاد او يكون فردا يقبل الاخر بكل سلبياته وايجابياته ويتعاطى معه بلا عنف واعتقد ان تقييم الذات ومن تم تقييم الاخر هما الاساس في ان يحدث العنف او لايحدث لان تقييم الذات والاخر يعتمد على القيم التي اكتسبت من الاسرة ومن مؤسسات المجتمع الاخرى. ووفقاً لنتائج الاستبيان وجدنا ان الخلافات الاجتماعية نسبتها 73% حيث تصدرت الاسباب وتلاها الخلافات المالية وتعددت الاسباب لانها كما ذكرت متشابكة واعترفت البعض من العازبات بانهن يواجهن عنفا بسبب سلوكهن كتدخل الاسرة في الشؤون الخاصة وتقييد حركتهن و… الخ وهؤلاء العازبات في سن المراهقة (10-19). ان العنف الجسدي وهو الاشد ومن انواعه الضرب، شد الشعر، الصفع، المسك بعنف، اللكم، الحنق، الحرق و….الخ. وقد سجل نسبة عالية 53% ام العنف النفسي بالعبارات والالفاظ النابية والجارحة وغير اللائقة كالاتهام بالسوء والتخويف والاهمال وعدم تقدير الذات كانت في المرتبة الثانية ومعظم اللائى تعرضن للضرب تعرضن ايضا للعنف النفسي بعبارات جارحة وغيرها الحرمان من التعليم بسبب قلة الوعى باهمية تعليم المرأة وبسبب العادات والتقاليد السلبية بدا واضحا لدى فحص وضع المبحوثات فمعظمهن أجبرن على ترك مقاعد الدراسة والبعض اجبرهن على تخصص معين في 23% من المبحوثات حرمن من حقهن في التعليم. العنف الجنسي وهو حسب تعريف د. حلمي ساري ( الاستدراج بالقوة والتهديد اما لتحقيق الاتصال الجنسي او لاستخدام المجال الجنسي في الايذاء ) كالتحرش، الشتم بالفاظ نابية، الهجر من قبل الزوج، الاجبار على ممارسة الجنس، او الاجبار على القيام بافعال جنسية لا تحبها المرأة، هذا النوع من العنف كان عليه بعض الحرج خاصة في العلاقات الزوجيه اما خارجها فالتحرش الجنسي والشتم بالفاظ نابية وعادة تواجه المراة هذا النوع من الايذاء خارج نطاق اسرتها 60% ولم تحب المبحوثات بتعرضهن لهذا النوع من العنف من قبل احد افراد الاسرة، اما الهجر فـ 13% من المبحوثات اجبن بتعرضهن للهجر كأسلوب للعقاب من قبل الزوج. العنف الاجتماعي - يتمثل في فرص الحصار الاجتماعي على المرأة او الحد من انخراطها في المجتمع وعدم السماح لها باتخاذ قراراتها وعدم الاستماع اليها امام الاخرين و … الخ وهذا النوع من العنف يمارس كل يوم ضد المرأة حيث اجابت 54% من الفتيات العازبات بانهن يعانين من الحصار الاجتماعي وعدم الانخراض في المجتمع من خلال الدراسة والعمل والأنشطة الثقافية الأخرى وبالتالي عدم قدرتهن على اتخاذ قرارتهن، 35% من المتزوجات يعانين من حصار اجتماعي أيضا و20% لا يستمع إليهن أمام الآخرين من قبل - الزوج ومن قبل افراد الاسرة الاخرين مما يشعرها بعدم تقدير لذاتها. العنف في العمل- اجبار المرأة على عمل لا تحبه - التهديد في العمل ويدخل في هذا الاطار اجبارها على التنازل عن حقوقها في الميراث والاستيلاء على راتبها و…الخ من انواع العنف في العمل. ان الطريق الى العنف في العمل يبداء في معظم الحالات من العنف في التعليم فمن خلال اجبارها على دراسة تخصص معين لاتحبه او اجبارها على ترك مقاعد الدراسة مبكراً، فبذلك اختير لها او حدد لها نوع العمل، وفي بلادنا تجبر بعض الاسر بناتها على زواج يضمن عدم تقسيم الميراث اوعدم مشاركة الاغراب في الميراث. وبعض الاسر تضطر الى اجبار نسائها على التنازل عن حقوقها في الميراث بلغت نسبة اللائى اجبرن على عمل لايجبنه 42% في حين يتم الاستيلاء على مرتب 25% من المبحوثات من قبل الزوج او الاهل. الآثار النفسية والإجتماعية والإقتصادية للعنف العائلي من واقع ما سبق فإننا نجمل أهم الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على العنف العائلي على النحو التالي: أولاً: الآثار النفسية 1. الاضطرابات النفسية وعدم الشعور بالأمان وظهور الأمراض النفسجسمية. 2. الشعور بالإهانة والعجز والإحباط. 3. الانزواء والاتكالية. 4. فقدان الثقة النفس. ثانياً: الآثار الإجتماعية 1. التفكك والتصدع الأسري. 2. انحراف الأحداث. 3. ترك مقاعد الدراسة مبكراً وتكريس الامية. 4. غياب التربية الصحيحة والتنشئة المتوازنة. 5. زيادة نسبة الجرائم وعدم الاستقرار المجتمعي. ثالثاً: الآثار الإقتصادية 1. إن عدم شعور المرأة بالأمان يؤدى بالضرورة الى تعثر إنتاجها في العمل وعطائها داخل الأسرة ومساهمتها عموماً في المجتمع. 2. العنف في العمل من جراء العنف في التعليم يودى الى خلق عاملين وعاملات اقل كفاءة ويرمي بهم الى سوق العمل وبالتالي خضوعهم للظلم الاجتماعي والقهر الوظيفي. 3. العنف يمنع المرأة من الاندماج في الحياة الاقتصادية الإنتاجية. 4. السلبية اللامبالاة تجاه الوضع الاقتصادي الأسرى وبالتالي الوضع الاقتصادي العام. الحلول والمعالجات المقترحة لست مع الذين يكيلون التوصيات في الندوات بل اتطلع لتفكير جماعي نضع من خلاله حلولاً عملية يتبناها منتدى الشقائق ويوعد بتحقيقها حتى نشعر بنشوة انتصارنا على ظاهرة العنف وسيادة السلام الاجتماعي لذا اطرح بعض الأفكار كحلول ومعالجات خاصة وان 73% من المعنفات المبحوثات مازال العنف جارياً ومستمراً ضدهن ! لذا نرى الآتي: 1. إقامة مركز لمساعدة النساء اللاتي تعرضن ويتعرض وسيتعرض للعنف بكل أشكاله، مركز يقدم المساعدة القانونية والاجتماعية المجانية. 2. معروف ان تردى الأوضاع الاجتماعية للمرأة هو نتاج للوضع الاقتصادي السئ الذي تعانى منه وتعيشه وبالتالي لمعالجة ظاهرة العنف التي أساسها هذه الأوضاع ينبغي مساعدة المرأة لمعالجة وضعها الاقتصادي أولا بتدريبها وتأهيلها ( التكوين المهني ) لانخراطها في الإنتاج. 3. المشاركة في الحملة العالمية ضد العنف (25 نوفمبر -10ديسمبر ) والترتيب لها مع مختلف القطاعات المهتمة لخلق وعي بقضية ضد المرأة. 4. دعوة رجال الدين وسائل الإعلام للاهتمام بظاهرة العنف ضد المرأة وتوفير المادة والأدبيات والتقارير و …الخ التي تسهل فهم الظاهرة وابعادها ومن وتوضح رأى الدين فيها وكيفية معالجتها بتشكيل الوعي الجديد.
المراجع 1. العنف ضـد المـرأة ظاهـرة عامـة ام خاصـة ( رندة سنبورة وريم عبد الهادي ). 2. ظاهرة العنف ضد المرأة ( مقدم سعاد عبد الله محمد). 3. مقالة بعنوان الآثار النفسية للعنف أ . نجيبه الحمروني نشرة كوثريات العدد السابع . المصدر - مركز الدراسات- أمان ورقة عمل مقدمة من السيدة محاسن الحواتي- مكتب منظمة الهجرة الدولية- وزارة شئون المغتربين
|
أطبع
الموضوع |
أرسل الموضوع لصديق
|
|
|