فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

«لقطة» عام 2009

القراء : 1497



طفلة لا يتجاوز عمرها السنوات السبع، تحمل طفلاً رضيعاً يهتف يريد والدته، فتحضنه كأم رؤوم وتنهنه بكل حنان وعطف، وتقول له محاولة إسكاته وطمأنته «ها هي ماما... أنا ماما»!
مهما شرحت عن اللقطة التي جاءت على معظم القنوات العربية، فلن أستطيع، فالكلمات اختنقت داخل حلقي وتبعثرت كل الحروف، على رغم كل محاولاتي الجادة لصياغة ما شاهدته. طفلة فلسطينية صغيرة، مصابة هي نفسها، تحتاج الى صدر وحنان أم تحضن أخاها الطفل المصاب، التي غطت عينيه بقطعة قماش مليئة بالدماء «تمسكه وتصبره وتحاول طمأنته».
لم تكن تلعب بعروسة «بيبي بورون ولا فلة»، ولم تكن تمشط لها شعرها، ولم تكن تغير لها ملابسها، لأنها اتسخت من بقايا الآيس كريم المشكل، بل تجاهلت الدماء التي كانت تنزف منها ومن رأسها، وتعالت على ألمها وبدأت في تمثيل الدور الجديد الذي فرُض عليها فرضاً، ولم تختره، على رغم أنها قامت به خير قيام. لقطة مصورة أرشحها لتكون «لقطة عام 2009»، لقطة يجب أن تهز العالم... لقطة يجب أن تعلمنا معنى المسؤولية، معنى القيام بالدور المطلوب في الوقت المطلوب... لقطة يجب أن تبقى في الذاكرة لتكون علامة فارقة في حياتنا، علامة تهدف الى تعليم أبنائنا الأدوار المتوقعة منهم، التي قد يقومون بها بكل كفاءة عندما يتطلب الأمر ذلك، على رغم انها قامت بها بكل تلقائية، يدفعها الحب والترابط والرباط الإنساني والرحمة، ورابط الدم والخوف من المجهول. هذه الطفلة هي طفلة العام، وهي الأم المثالية لهذا العام، وهي إنسانة هذا العام الذي بدأ ممطراً بالدماء التي ما زالت حتى اللحظة تتدفق أمام أعيننا. ونحن امام الشاشات المخضبة بمشاهد الألم والقتل والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، ينقلب الوضع المأسوي فجأة لتسمع بعض البلدان، تنسى كل ما سبق وتقف لتعلن ماذا قدمت لأهلنا في غزة؟ وكم كرتوناً من العصير «شحن» الى هناك؟ وكم سيارة إسعاف وصلت؟!
في النهاية رابط الدم ورابط الإنسانية لا يقف عند الحدود الجغرافية، عندما تسمع عن أطباء وممرضين يتطلعون الى الذهاب لمد يد العون والمساعدة بعد ان سبقهم الى هناك عدد كبير من الأطباء العرب من بعض الدول العربية، على رغم المخاطر المتوقعة.
وقفت احتراماً للأم المصرية التي سمعت عن التطوع واتصلت بولدها الطبيب وزوجها الطبيب أيضاً وأخبرتهما انها سجلت اسميهما، وعندما سألوها ألا تخافين عليهما في ظل القصف المتواصل؟ فبكت وقالت لولا وجود أطفال صغار في الأسرة لكنت ذهبت معهما بدون تردد. زوجي وابني ليسا أغلى من رجالهم، فدماؤنا واحدة وآلامنا واحدة.
هذا هو الدم العربي الذي لا تعيقه حواجز جغرافية وعرقية... أعود للطفلة الرائعة، هذه الطفلة الفلسطينية هي صاحبة أجمل وأرقى وأجرأ موقف، وتستحق بجدارة أن تلقب بـ «الأم المثالية» لعام 2009.


 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6347325 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة