خبر مهم يجب أن يتوقف عنده كل من له علاقة بالأمر، فحين تقول ندوة ( أطفالنا بعيدا عن المخدرات ) التي عقدت في الرياض يوم السبت أن 900 طفل قد أودعوا دور الأحداث خلال العام الماضي فإن القضية تنذر بخطر كبير لن تستطيع جهة واحدة أن تتعامل معه ، ولن يتوقف زحفه إذا كان الاستعداد له بهذه الطريقة ..
تقول الباحثة الاجتماعية بالمديرية العامة للمخدرات عواطف الدريبي أن الـ 900
(طفل وحدث) الذين تتراوح أعمارهم ما بين السابعة الى الثامنة عشر قد توزعوا على دور الأحداث في الرياض ( 215 ) وجازان ( 280 ) وجدة ( 213 ) وحائل ( 9 ) وتضيف أن (717 ) من هؤلاء قد أودعوا الدور بسبب أحكام تعزيرية بواسطة القضاء وبحسب ما يقيسه القاضي كما تقول الأستاذة الدريبي، مضيفةً أن الجمعية الوطنية لحقوق الانسان تطالب بتخفيف العقوبة عليهم..
وإذا كان لنا من تعليق على هذا الخبر فإننا نبدأ بالتساؤل عن دقة هذه الإحصائية التي تبدو غير منطقية بمعيار النسبة الى الكثافة السكانية وبقية العوامل المساعدة على انتشار المخدرات، إذ من الصعب أن نستوعب اكتشاف 280 طفل في منطقة بعدد سكان جازان بينما في منطقة الرياض 215 وفي جدة 213 ، كما أننا نستفسر عن بقية مناطق المملكة التي لم تشر معلومة الباحثة عن أوضاعها..
وبعد ذلك نود الاشارة الى أن الخبر يشير بوضوح الى وجود أطفال قد لا تتجاوز سن بعضهم السابعة ومع ذلك لا تتردد الباحثة في القول بأنه صدرت بحقهم أحكام تعزيرية ( بحسب ما يقيسه القاضي ) ، ولا ندري مدى وجاهة أو صحة تعزير طفل مريض مصاب بكارثة صحية يحتاج العلاج الجسدي والنفسي والاجتماعي بدلا من تعزيره ، ثم ما هو القياس الذي يبني عليه القاضي أحكامه في قضية معقدة كإدمان الأطفال ، فضلا عن المصائب الإضافية التي تتكدس في دور الأحداث..
وإذا كانت جمعية حقوق الإنسان قد تدخلت فإننا نشكرها كثيرا على ذلك ، ولكن حبذا لو قامت بمراجعة كل تفاصيل هذا الملف الاجتماعي الخطير الذي اتضح أننا نتعامل معه بصورة خاطئة.
|