فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

لا حضانة لفاسق.

القراء : 1634

في الآونة الأخيرة كثرت الجرائم المرتكبة ضدالأطفال داخل المجتمع، وكثرت معها الحجج والمبررات التي أدت لارتكاب هذه الجرائم، سواء من الأب أم الأم، قبل أيام قرأت عن حادثة مؤلمة تفيد قيام أب بقتل ابنته البالغة من العمر أحد عشر عاماً بحجة تأديبها وتربيتها!
تأديبها بالقتل؟ هذا آخر ما كنا نحتاج إليه في مجتمعنا الذي لم يعرف يوماً هذه النوعية من الجرائم أو هذه السلوكيات الإجرامية، كيف يمكن لأب أو أم رزقهما الله بطفل صغير لا يعي ما يقوم به ولا يدركه فيعاقبانه على ذنب لا يفهمه ولا يفهم أبعاده بالقتل أو التعذيب؟ جميعنا نشأنا في أحضان آباء وأمهات كانوا أكثر حرصاً من أي شخص آخر على مصلحتنا، وجميعنا نشأنا وسط جو يميل في الغالب إلى الدفء والمودة والحب، وجميعنا - ونحن صغار- تعرضنا للضرب والتأديب، لكن اليد التي كانت تمتد للضرب كانت حانية، كانت تحب أكثر مما تكره، وتحنو أكثر مما تقسو، كانت كلما امتدت بكف أعقبته بحنو موحية لنا عن ألمها وغضبها لقيامها بهذا الفعل، كانت هذه اليد معطاءة وموجهة، ولم نسمع يوماً أو نقرأ عن طفل قتله والده أو والدته بحجة تأديبه.
تأديبه على ماذا؟ ما هو الجرم الذي قد يرتكبه طفل يستوجب قيام والديه بقتله؟ إنني لا يمكن أن أتخيل كف رجل كبير أو سيدة واعية رشيدة تهوي على وجه طفل لا يتجاوز العشر سنوات لتذهب بأسنانه، وكأنهما في صراع معه؟ لا يمكن التخيل بحال من الأحوال أن يقوم أحد الآباء بربط ابنه أو ابنته بسلسلة غليظة في قائم السرير أو في أسفل السلم وتركه لأيام بلا ماء أو طعام! لا يمكن قمة الألم، وقمة القسوة، وقمة الدونية لمن يرتكب مثل هذا الفعل!
هل تحول الأبناء في بعض البيوت إلى مجرد حالة من حالات الرق والعبودية والسخرة؟ كيف تنقل ابنك أو ابنتك إلى مرحلة يكون فيها مجرد آلة عليها الاستماع إلى توجيهاتك وأوامرك وتنفيذها بلا زيادة أو نقصان؟ كيف أيها المجتمع تقبل بوجود آباء وأمهات انحرفوا وحولوا بيوتهم إلى سجون تضم أطفالاً صغاراً لا حول لهم ولا قوة؟ وكيف يمكن لنا أن نزرع في نفوس أطفالنا تعاليم وقيم ديننا الحنيف، ومفاهيم وقيم مجتمعنا القائم على التسامح والحب وهم يستمعون هنا أو هناك إلى قصص عن تعذيب الصغار من ذويهم؟ كيف نمحو من خيالهم صورة الأب الشبح والأم الشريرة؟ إن هذه القضية من أخطر القضايا التي يجب مواجهتها الآن والتعاطي معها بكثير من الشفافية، وهو للأمانة ما تقوم به الأجهزة المعنية كافة.
وإنني - على رغم قناعتي التامة بوجود جرائم أشد قسوة وانحرافاً ترتكب ضد الأطفال وتحدث في دول العالم كافة، وعلى رغم معرفة الجميع بأنها إن وقعت في مجتمعنا فهي تقع بصورة فردية تكاد لا تذكر- إلا أنني وحرصاً على روح التسامح الشائعة في هذا المجتمع وحرصاً على عدم تلوثها ولو بقدر لا يذكر من القسوة أو الانحراف، أهيب بمجلس الشورى سرعة مناقشة الدراسة التي أقدم عليها مجلس الوزراء مشكوراً بشأن حماية الطفل الصادرة عن اللجنة الوطنية للطفولة التابع لوزارة التربية والتعليم.
كما أنني أرى من الضروري دعم كل الآراء والمطالبات القاضية بضرورة سحب الحضانة من أي أب أو أم أقدم أحدهما منفرداً أو بالاتفاق بينهما على الاعتداء على ابنهما أو ابنتهما بشكل يجنح للقسوة أو التعسف في استخدام هذه الوصاية... وليت القضاء العادل لدينا ينظر في أمر هذه المطالبات ويجيزها استناداً إلى القاعدة الشرعية القائمة على أنه (لاحضانة لفاسق) خوفاً على أبنائنا وخوفاً على مجتمعاً وخوفاً على أن يتحول هذا الأمر إلى كابوس يشغل بال أطفالنا وينتهك براءتهم.

جريدة الحياة 25/4/1429



 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6347182 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة