فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

أطفالنا ..طريدة الشوارع المتوحشة

القراء : 1547

أطفالنا ..طريدة الشوارع المتوحشة .... لا لاغتصاب الأطفال

 
ميس نايف الكريدي
(مجلة ثرى)
 
دائما ننتصف للأطفال كلاميا , ودائما نطالب , لهم بحياة أجمل , ونسعى حسب ما نعتقد أنه الصواب لخلق المجتمع الأمثل لهم ..
كل ما يمكن أن نتبناه من عبارات جميلة , ومشجعة ,ومرهفة , رائع , وربما يمنحك ليلة من الأحلام الهادئة , في ظل مجتمعك الذي حلمت به لك , ولأسرتك المسلوبة الحقوق , وخاصة حلقتها الاضعف , وهم الأطفال الذين يصارعون الاضطهاد بأساليب حداثية , على مدار العالم , لتذهب كل مخططاتنا لهم قبض الريح , في ظل هذا العالم الوحشي الذي يريد أن يفرض شريعة الغاب و والبقاء للأقوى ..
دائما نسمع , ونشاهد و ونتابع أخبارا عن اغتصاب الأطفال , ودعارة الأطفال , وشبكاتها العالمية , ومواقعها على الإنترنت , ومساعي الدول للمراقبة , والمحاسبة , والحد من هذه الظاهرة , والغريب , أو بالأحرى ذلك الإحساس المقزز الذي انتابني , بعد منتصف الليل , بينما كنت أسهر كعادتي مع الانترنت ..ولأني رغبت بالحصول على بعض الإحصاءات لظاهرة الاغتصاب , وتحديدا اغتصاب الأطفال , استخدمت المخدم , بحثا عن العبارة ..
ظهرت نتائج البحث المرعبة , ربما تحمل عددا من الإحصائيات التي كنت أبحث عنها ورغم القهر الجماعي الذي توصلنا إليه هذه النتائج الرهيبة , لكن الواقع ليس هذا ما استفز إنسانيتي لآخر قطرة , وإنما نوع المواد التي وجدت , والتي تسببت في قذفي بعيدا عن خارج الأمان , وأحلام الأمان التي ذرتها أهوال الشقاء في بلاد لا تعترف بقدسية الأطفال..
فهناك وجدت نتيجة تقول اغتصاب طفلة عمرها ست سنوات بالصور , وللأمانة لم أمتلك الجراة أو القدرة لاستكشاف تلك النتيجة , وراعني مجرد أن يكون أحدهم فكر في تصوير هذا الإجرام , وبعد أن كنت أتالم لمجرد وجود مواقع تعرض مواقع جنسية عن الأطفال , وطبعا لم أستكشفها لإيماني بأني لن أتمكن من تجاوز محنة مجرد تصفحها ..
هناك من يريد أن يستخدم الإعلام على النت , لعرض قضايا اغتصاب الصغار , كيف تمكن أحدهم من القيام بالتصوير أو حتى فبركته  وكيف يمكن أن يكون هناك نوع من البشر يرتعشون نشوة أمام هذا النوع من المشاهد؟!وإذا افترضنا جدلا الغاية النبيلة ,فهل يمكن أن تكون هذه الصور مفيدة لقضية العنف ضد الطفولة , أم أنها سوق للغرائز الشاذة , ومحاولة ضمن المحاولات الرامية لتدجيننا لاستقبال هذا النوع من العنف الشنيع..
ماذا حصل ؟!, أي نوع من المجتمعات تلك التي تنظر للطفل كمادة إعلامية يمكن أن تنحدر لاستدراج الشذوذ ..
 من ضمن ما توقفت عنده أحد المواقع السودانية التي حاول أحد كتابها الاشتراك في الحملة الإنسانية لحماية الطفولة , متحدثا عن تعاظم هذه الظاهرة بأبشع الصور في وطنه ويذكر باستهجان  وجود علاقة غالبا بين المعتدي والضحية , ويستنكر حالة التستر التي يلجأ إليها الأهل كنوع من السترة , ليقدموا للمجتمع جريمة مضاعفة , ظنا منهم أنهم يحمون طفلهم على طريقتهم , ويوجه الكاتب رسالته لنا جميعا مستخدما عبارة ((معا لمحاربة الوحوش البشرية تعربد بالطفولة البريئة(( ..
ويفرد كاتب المقال الحديث عن اغتصاب الطفلة ذات الأربعة أعوام في يوم العيد , حيث استدرجها عدة أشخاص لينهوا حياتها رامين بجثتها في دورة المياه , ويتساءل هذا الكاتب سؤالا مشروعا , لكن بلا إجابة ((كيف بالله يتفق شخصين او ثلاث و يقدمان علي اغتصاب طفلة لا يتجاوز عمرها الاربعة اعوام ؟ ))..
لقد آثرت الحديث عن هذه الحادثة , رغم وجود ما يشبهها في بلادنا , ونقلت العبارة على لسان الكاتب كما هي , إعلانا بضرورة دق ناقوس الخطر , لحماية أطفالنا على طول الدنيا , التي قست ليصبح الطفل طريدة في كل بقعة , ويصبح المتربصين بأحلامه , وأحلامنا بالأمان مرضا عضالا يتوجب استنهاض العالم بالكامل انتصارا لحياة أفضل لبراعم لا تسمح قسوة البشر و وهمجيتهم , بتفتحها بشكل طبيعي..

المفارقة التي ركز عليها الكاتب هي اغتصاب طفل من قبل أبناء الحي , بعض الجيران , وهذا يبين لنا حالة انعدام الأمان التي تحيط بالطفولة , حيث الحارة أصبحت شرا , ملعونا متوحشا , يمكن ان يقذف بطفل إلى بئر , فقط لأن بعض المنحرفين استنفرتهم براءته بدون أن يعلم أن لحمه الطري , يمكن أن يثير شهية حيوانية , حتى الحيوانات تعجز أن ترتكب مثلها.
تعقيبا على الأمر أجد انه من الضروري التنويه أن الدراما بدات منذ فترة تقارب هذه الأمور , ومسلسل أشواك ناعمة قدم مثالا لهذه الحالة حين تعرضت إحدى بطلاته للاغتصاب من قبل شقيق زوجة أبيها , التي تركتها في عهدته يوما , وكانت الطفلة قد أمنت له بعد أن منحها الحنان , ولحظات اللعب التي انتهت بماساة جردتها من ليل آمن , وحكمت حياتها بكوابيس الخطر الذي يمكن أن يخرج من حيث توقعت الحب, وليست هذه مجرد حكاية إلا أنها مستمدة من توحش الشوارع لدرجة ابتلاع طفل .
 في المسرح ظهرت هذه الحالة من خلال بطل من أبطال مسرحية تكتيك لعبد المنعم عمايري , حيث أدى الفنان قاسم ملحو دور الشخص الذي تحول إلى قواد يبيع ما يباع , وما لا يباع , بعد تعرضه للاغتصاب من الرجل الذي توقع منه تعويضا عن أب راحل ..

لست هنا في استعراض لإنجازات الكتاب , والانتصار للتلفزيون الذي يتولى بعض المبادرات الجيدة أحيانا , لكن للتأكيد على أن خطر الظاهرة وصل على حد استثمار كافة الجهود الإنسانية لحماية من لا يعرفون أساسا أنهم مستهدفون , ويقدمون الحب , وينحازون إلى الأحضان الدافئة دون أن يكون لديهم أدنى تصور عن بشاعة ما يمكن أن تخفيه لهم أيدي الغدر , في لحظات نوم الجميع , أو غفلتهم عن الشوارع التي تحتضن الفجور , وتتمرغ في وحل انعدام الثقافة , والمشروع التربوي , وتفرز مجرمين يمكن أن تجتاحهم أفكارهم الشاذة لدرجة أن يحصلوا على متعة شهوانية خارجة عن شرائع الطبيعة مع طفل , كل جريمته أنه يثق بنا ...  
 
 

 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6335570 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة