فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الايذاء الجسدي والتحرش الجنسي ضد أطفالنا مسؤولية من

القراء : 4614

الايذاء الجسدي والتحرش الجنسي ضد أطفالنا مسؤولية من?

الأحد 20 ربيع الأول 1428هـ - 8 أبريل 2007م

أمهات.. يخجلن من توعية أطفالهن بمخاطر التحرش الجنسي

حينما نسمع عن التحرش الجنسي ينتابنا الخوف والألم وتهاجمنا اسئلة لا بداية ولا نهاية لها ونطالب بحلول من التعليم ومن الجمعيات والمؤسسات المهتمة بالأطفال ويتحول الأهالي إلى مراقبين لأولادهم.
وننسى المربي الأول الذي يعطي الطفل مالا يعطيه المجتمع بأسره "الأم" التي يلازمها الخوف على أطفالها من وحشية التحرش الجنسي.

والأم هنا لها الأثر الاكبر فهي التي تعطي الطفل الأمان النفسي والذي يمثل الوقاية الأولى له بعدها خطوة هامة وهي تعليم الطفل والطفلة وتشجيعهما على الحديث عن أية سلوكيات مشبوهة قد يتعرضان لها، مما يمكن له أن يقي من حدوث الإيذاء قبل وقوعه.

فهناك أسباب كثيرة تمنع الأم من الخطوة الأولى في تعليم أبنائها التحرش الجنسي وتتهرب بوضع كثير من العقبات أمامها مثلا، كيف أبدا؟ ماذا أقول؟ ومن أي سن أبدا تعليمه؟ ولو بدأت أسئلته المحرجة بماذا أجيبه؟

حول هذا الموضوع استضفنا بعض الأمهات والنقاش معهن عن صحة الأسلوب المستخدم لتواصل مع أبنائهن لشرح التحرش بطريقة مبسطة.


وصل والدة وهو يصرخ

بدأنا بأم عبد العزيز أم لخمسة أولاد حكت لنا قصة ولدها الذي لا يتعدى الثمان سنوات فقالت.. كان في فناء المنزل عامل احضره زوجي للقيام ببعض الترميمات ومر على حضور هذا العامل عدة أيام يأتي صباحا وينهي عمله مساء ويذهب، إلا إن دخل ابني إلى البيت وهو في حالة خوف وبكاء شديد فعمدت إلى تهدئته حتى أتمكن من معرفة سبب بكائه ولكن سبق سؤالي لابني صوت صراخ العامل وزوجي يتوعده ولما دخل سألته بذهول عن سبب غضبه فأجاب بان العامل حاول امساك الولد بالقوة وبطريقة قاسية ويهدده وابني يبكي بصوت لا يكاد يسمع وستر الله أني رايته قبل إن يفعل شي أكثر فتناولت عصا وأنهلت عليه ضربا وطردته. واضافت أم عبد العزيز بقي ولدي فترة لم ينس هذا الموقف وانأ اطمأنه وازرع في نفسه الثقة، وتمنيت لو أني شرحت له التحرش الجنسي قبل هذا الموقف لربما تصرف بطريقة أفضل ولكن الحمد لله على أنها انتهت عند حد المحاولة.

وكانت صفعة أصبحت أكثر حذرا وبدأت اشرح لأخواته عن كيف يحمون أنفسهم وان لا يقترنون بأطفال اكبر سنا منهم وحذرتهم من العمالة، وأوضحت لهم نظرة الإسلام فيها واريهم صوراً عن بعض الإمراض الناتجة عن هذه الممارسات الشاذة واعتبر أن هذا غير كاف ونحتاج إلى دعم من المدرسة لتوعية الطلاب تعمل على توعيتهم بطريقة علمية تربوية يدعم الأطفال ويقوي حسهم لتوخي الحذر من أي خطر ممكن أن يقترب منهم.

أم سلطان أم لثلاث أطفال نموذج من الأمهات اللواتي تزداد لديهن الحيرة والخوف من توعية أطفالها حول التحرش الجنسي لأسباب كثيرة منها ماهو متوقع ومنه ماهو مبالغ فيه.

بدأت حديثها بمرارة الخوف على أولادها من هذه المشكلة تقول حاولت مرات عديدة أن أبدأ معهم الحديث وابحث عن باب ادخل منه، ولكن في نفسي تخوف من إيصال المعلومة بطريقة خاطئة وأتخوف من انهمار أسئلة لا أجد لها إجابة تناسب صغر سنهم.

واكتفي فقط بكلمة (عيب) احذر ابنتي أن لا تلعب مع الأولاد، وأولادي بان لا يذهبوا أي مكان دون إخباري واجد يومي كله وانأ ارقبهم ولا اخرج من المنزل إلا وهم معي ومع هذا تطاردني الأفكار ماذا لو تعرضوا في المدرسة أو في الشارع كيف يتصرفون وهل سيتجرأون ويخبروني وأنا أمهم لم استطيع إن أقوم بهذه الخطوة أم سيبحثون عن المعلومة عند الأصحاب مما يزيد فضولهم لمعرفة اكثر؟

أنا اشكر الإعلام لتنبيهنا ولكن هذا لا يكفي فانا أتمنى أن التحق ببرنامج تدريبي يساعدني على زن أقوم بمجاوزة هذه العوائق.

دور المشرف

العمالة المنزلية هم أول من احذر أبنائي منهم هذا ما أكدت عليه أم عبد المحسن في حديثها، واتبعت قائلة أنا أم لثلاثة أولاد وابنتين والتحرش الجنسي هو اشد ما أخاف عليهم فهو مشكلة متشعبة وتبعاتها لا تخفى علينا من نفسية واجتماعية وجسدية. ولهذا أحاول الاستماع لهم بكل هدوء وابني جسر التواصل بيننا واشرح لهم ماهية التحرش الجنسي وسبب تحريم الإسلام له وعواقبه.

وعلى الرغم من التحرش الجنسي يعتبر مشكلة إلا أن المدرسة لا تسهم في توعية الطلاب والطالبات فالمعلم والمعلمة لهم دور فاعل على الطلاب لتأثرهم بالمعلومة من المدرسة أكثر من البيت فكيف لو أن المعلم اختار الوقت المناسب ونبه الطلاب بطريقة واعية ومدهم بالمعلومات الكافية لحسن التصرف في حالة حدوثها لهم لاقدر الله.

واعتبر المسؤول الأول في المدرسة لتوعية أبنائنا هم المشرف والمشرفة الطلابية.

فمهمتهم التوعية والإرشاد بالإضافة إلى شرح مبسط للطلاب للتحرش الجنسي في قالب تعليمي واع يحذر وينبه الأطفال لمدى خطورة هذا النوع من الإيذاء من دون تخويف أو تساهل.


الحياء صفة المسلمين

أم يزيد قالت إن التحرش الجنسي مشكلة كبيرة، واتبعت (أم يزيد) القصة هي أداتي الأولى التي بدأتها معهم فسردت عليهم قصة طفل حاول آخرون إيذاءه وأحسن التصرف فاخبر أهله وأوضح لهم انه التصرف الأمثل فيما لو تعرضوا لهذا النوع من الإيذاء هو أن يهددوا الجاني ويخبر والديه أو يصرخوا، ثم أكملت إني اسعى إلى زرع الحياء في نفوسهم لان الحياء من الدين واعتبره نوعاً من الحماية لهم وكان حديثي معهم عن التحرش ليس صريحا لصغر سنهم وأضافت أنها تحاول في سن اكبر أن تعطي الموضوع وضوحاً اكبر ومصارحة أعمق حتى لا يكون أصحاب السوء اقرب لهم فيستقوا منهم أفكاراً خاطئة. ومن جهة أخرى ذكرت أني ارقب أبنائي فإذا رأيت تغيرا في تصرفاتهم مثل البكاء والانعزال أو تغير عاداتهم اسألهم واطلب منهم مصارحتي حتى استطيع أن احل المشكلة منذ بدايتها لو حصلت واسأل الله أن يحمي أبناء المسلمين. ورفضت أم يزيد التوعية المدرسية للتحرش الجنسي وعند سؤالها عن السبب ذكرت أن الموضوع حساس وخاص بالأسرة فقط ولا اعتقد أن لدى المعلمين الجدارة الكافية لتوصيل هذه المعلومات بشكل صحيح وجعلها في إطار حديث جانبي للطلاب يمكن أن يستشف منه معلومات خاطئة وأكملت يجب على الأم أن لا تترك أبنائها في يد الخادمة تهتم بهم بل تعمل الأم على الاهتمام بأطفالها الأصغر سنا والذين لا يستطيعون الكلام واخبرها بما يتعرضون له، وهذا يقلل من تعرض الأطفال إلى مخاطر التحرش الجنسي.


التحرش شيء خفي

أم "أنس" أم لأربعة أطفال قالت أنا على تواصل جيد بأبنائي وأتحدث عن كثير من المواضيع معهم لكن للأسف لم استطع فتح نقاش عن التحرش الجنسي معهم وأسندت هذه المهمة إلى أبيهم ففاجأني بالرفض واعتبر إني الأقرب لهم وهو عكس اعتقادي لأنهم أولاد، ومع جهلي بكثير من أمور المتعلقة بالتحرش الجنسي حاولت أن اذكر لهم شيئاً ولكن في كل مرة اخطط للحديث أقوم بتأجيله وأقول في نفسي "بعدين" والى الآن لم أفاتحهم بشيء لأملي أن أجد طريقة تقنعني بالحديث معهم واستطيع إن أوصل لهم المعلومة صحيحة وان أجد أجابة لأسئلتهم المحتملة.


متى نبدأ وكيف

وذكرت المشرفة التربوية نوال الحيدرى مشرفة تربوية علم نفس وعلم الاجتماع هذا الموضوع شائك وليس سهلا الحديث عنه لأنه مؤلم ومخيف.

ولكن نحن كأمهات لابد من الاطلاع واخذ المعلومات المناسبة حتى نستطيع شرحها للأبناء ومن ثم نحميهم وإذ حدثت لاسمح الله نقوم بالمساندة والبحث عن علاج بطريقة صحيحة والاهم متى نبدأ وكيف نبدأ وما اثر هذا الموضوع على الأطفال ومن هم المعتدون وكيف نعرفهم ما هي العلامات التي يجب إن ننتبه لها الانتهاك الجنسي للطفل- هو تصرف جنسي يتم فرضه على طفل غير ناضج ذهنياً، بالقوة لتمكن المعتدي بشكل مباشر أو غير مباشر من إجبار الطفل-الطفلة على الإذعان لمطالبه الجنسية ومن الصعب التعرف على المعتدين جنسياً لأنهم في أغلب الأحيان لا يبدو عليهم أي شيء غريب من الظاهر.

وأكملت انه عندما أتيحت لي الفرصة لإلقاء محاضرة توعوية للأمهات عن التحرش الجنسي وطرح أساليب تسهم في التعامل مع الإيذاء الجارح للطفل والأسرة والمجتمع وجدت البعض من الأمهات لا يهتم بالموضوع وكأنه لا يعنيه والبعض الآخر يتحدثن فيه بخوف وخجل وعند تبادلنا القصص الواقعية للأطفال والمؤلمة لنا جميعا بكى عدد من الأمهات بحرقة وتحمسنا إلى مبادرة تعليم الأطفال وتوعيتهم ضد غول التحرش رغم إني ترددت كثيرا في إلقاء المحاضرة والسبب يرجع إلى حساسية هذا الموضوع أو ربما لأننا لدينا اعتقاد سائد وهو أن لا نتكلم في ما نخاف منه.


نظام لحماية الطفل

وحول التحرش الجنسي بالأطفال ذكر الأستاذ عمر العتيبي الباحث باللجنة الوطنية للطفولة. بأنها هي القضية الأبرز من بين القضايا الخطيرة والمهمة كونها ضد فئات لا يملكون حولا ولا قوة في دفع الأذى عنهم أو المطالبة بحقوقهم.

وأتبع حديثه أن اللجنة الوطنية السعودية للطفولة بوزارة التربية والتعليم وضعت نظاماً هو الأول من نوعه لحماية الطفل من الإساءة والإهمال في السعودية يتضمن 6مواد أحيلت دراستها إلى هيئة الخبراء بالأمانة العامة لمجلس الوزراء وذلك لوضع آلية موحدة تكفل حماية الطفل في المجتمع السعودي من خلال لجان محلية تتولى المتابعة والتنسيق مع الجهات المعنية ورقم هاتف موحد من 3أرقام للإبلاغ عن الحالات والنظام قامت بدراسته هيئة من الخبراء بمشاركة وزارات الداخلية والخارجية والتربية والتعليم والعدل والشؤون الاجتماعية والصحة لافتاً إلى أن تطبيقه رسمياً سيتم بعد 6أشهر من تاريخ إقراره تشديد النظام على العقوبة الرادعة لأي متسبب بإساءة أو إهمال للطفل إضافة إلى تعويض الطفل عن ما حصل له،وقال إن النظام يهدف إلى توفير آلية تكفل حماية الطفل في المجتمع السعودي من الإساءة والإهمال وتحد من انتشار أشكالها وتوفير الرعاية اللازمة للأطفال المتعرضين لذلك إضافة إلى تعزيز الوعي بحق الطفل الكامل في الحياة بلا إساءة أو إهمال كما سيساهم في تحديد المرجعية التنفيذية لحماية الأطفال من الإساءة والإهمال، والجدير بالذكر أن التبليغ عن حالات الإيذاء والإساءة والإهمال التي يتعرض لها الأطفال على الأرقام وهواتف وفاكسات لجان الحماية الاجتماعية في الرياض (2075172/01/2075242).


الإسلام يجرم العنف ضد الأطفال

وذكر الأستاذ خبرين الجبرين- مدير المشاريع ببرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الأنمائيه(أجفند) أن ظاهرة العنف ضد الأطفال موجودة في كل المجتمعات الإنسانية. كما أن مصادر العنف وأشكاله ضد الأطفال متعددة. وأشار الجبرين إلى أن هناك قصوراً وضعفاً في وسائل التعرف على الحالات المتعرضة وتحديده بشكل جيد لعدم وجود تعريف دقيق لحالات ظاهرة العنف ضد الأطفال وأشكالها. وبالتالي عدم توفر آلية ذات بعد شمولي للتعامل مع هذه الظاهرة والحد من مسبباتها وتجريم من يقوم بها. فالدين الإسلامي يدعو إلى تجريم العنف ضد الطفل. وللتعامل مع ظاهرة العنف ضد الأطفال في المملكة يقترح الأستاذ الجبرين أن تتم الاستفادة مما توصلت إليه عدد من الدول المتقدمة والنامية وذلك من خلال إتباع أسلوب ذو بعد مؤسسي وشمولي بالعمل على اعتماد إستراتيجية وطنية لتطوير وتنمية الطفولة والتعامل مع جميع قضاياها بطريقة علمية بحيث تكون هذه الإستراتيجية مرجعية استشارية لجميع العاملين ومزودي خدمات رعاية الطفولة. ويدخل ضمن القضايا المحاور التي تتناولها هذه ألاستراتيجيه تعريف واضح للعنف لجميع العاملين في المستشفيات والمدارس بحيث يستطيع المعلم أو الطبيب التعرف على الطفل الذي تعرض للاساءه ورفع تقارير إلى لجان اجتماعيه وآمنيه تمهيدا لمعاقبة الجاني ووضع إجراءات لحماية الطفل.

ويؤكد الأستاذ الجبرين أن أصعب حالات ظاهرة العنف والإساءة للأطفال هي حالات التحرش والإيذاء الجنسي.وتكمن الخطورة هنا في حساسية التطرق إلى الموضوع بكل صراحة وموضوعية. ويتطلب الأمر هنا إلى إيجاد نوع من التوعية والتدريب لأمهات الأطفال والعاملين في تقديم خدمات الرعاية للأطفال في سن مبكرة وبالأخص أن نبدأ بمرحلة رياض الأطفال، كما أن تدريب أمهات الأطفال في التعامل مع هذه القضية، يقتضي في نفس الوقت توعية الطفل حول هذا الموضوع بالتواصل مع والديه حتى يستطيع الطفل أن يبلغهما في بعض المحاولات قبل أن تبدأ عمليه التحرش. وقد قام البرنامج بجهود في هذا المجال تمثلت في تدريب مجموعة من الأمهات المهتمات بالموضوع وتوعيتهن حول كيفية الحد من التحرش أو الإيذاء الجنسي وذلك بواسطة إحدى الخبيرات الدوليات المختصات في هذا الموضوع وقد تكللت هذه التجربة بالنجاح حيث تم إعداد دليل تدريبي حول الموضوع وتم تعريبه لهذا الغرض.

 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6347795 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة