فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

قتيلة... وخروفان!

القراء : 1438

تخيلتها واقفة اثناء محاكمة زوجها، وسمعتها تضحك بشدة بعد سماع الحكم عليه بسجنه عام ونصف العام، وجلده 200 جلدة، ومنعه من السفر لمده عامين، وزاد ضحكها وقهقهتها عندما سمعت كلمة مع زجره وردعه، وأسمعها تتمتم متحسرة على هذا الحكم المغلظ، وتقول «أليس كثيراً ومؤلماً عليه»! أسمعها تصرخ معترضة أليس ما سبق لا يتناسب مع جريمته البسيطة التي بدأها بضربي، والتي انتهت فقط بابتلاع لساني وإصابات عدة في الرأس، وانتهت الرحلة الممتعة التي عايشتها بكل تفاصيلها برحيلي من الدنيا في ليلة العيد!
وما زالت تردد مع زجره بشده «هذا الحكم المغلظ عليك حتى لا تقتل زوجتك مرة اخرى»! أراها عادت الى الدنيا وهي تتصفح الصحف المحلية لتعرف ماذا حدث للعالم في غيابها القسري عن الدنيا، وأشاهدها تقف عند عقوبة جريمة قام بها شخصان لسرقة خروفين قبل العيد بأيام، وأشاهدها تقارن بين الحكم الصادر على زوجها الوديع، الذي أوسعها ضرباً، والذي حجب اسمه «حفاظاً» على كرامته وكبريائه وسمعته المصونة، رغم كتابة اسم سارقي الخروفين بشكل كامل مع الخبر السعيد الذي أنتهى بالحكم عليهما بسجن كل منهما ثلاث سنوات و2000 جلدة.
وقفت كثيراً وطويلاً لتقارن بين الحكمين، وضحكت حتى البكاء، لأن جريمة السرقة «سرقة خروفين» أكبر وأفظع من قتل امرأة مع ضربها حتى ابتلعت لسانها ورحلت عن الدنيا، أراها تحلق بعيداً وهي تردد قتلت مرتين، مرة من قبل زوجي السكير، ومرة بعد الحكم المخفف عليه!
أحترم القضاء والقضاة، ولكن الحكمين استوقفاني بشدة وتخيلتهما هنا في هذه الدنيا، وتساءلت ماذا لو كانت هي من قامت بضربه حتى ابتلع لسانه ورحل؟ هل كان الحكم نفسه سيطبق عليها؟
هل قتل امرأة بهذه الصورة، وضربها بهذه الهمجية، يقابله هذا الحكم المخفف جداً الذي لا يتناسب مع الجريمة التي من الأرجح انها ستشجع غيره على الاستمرار في الضرب، ما دام في النهاية سيتخلص من زوجته ضرباً، وهو سيبقى على قيد الحياة.
وتراجعت عن استغرابي «غير المنطقي فعلا ً» بعد مراجعتي للخبر، نعم يكفيه هذا الحكم طالما سيتم زجره وردعه بقوة.
اما سارقا الخراف اللذان تم التعرف على اسميهما ومعرفة الحكم عليهما، ووعدت نفسي بعدم مقارنة الحكمين، فجريمة سرقة الخراف أهم كثيراً من جريمة قتل زوجة وأم، أدبها زوجها حتى الموت ضرباً، حتى ابتلعت لسانها وماتت من كم الكدمات.
اشعر بغصة في قلب أبويها وأطفالها الذين سيشاهدون القاتل يمرح ويفرح وابنتهم ووالدتهم غابت عن الحياة، الخراف عادت الى اصحابها وعُوقب السارقان، أما هي فسكنت القبر، فقد تكون الخراف أكبر وأكثر أهميه من قتل امرأة في ليلة عيد!



 أطبع أرسل لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6356654 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة