فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

بعد أن وقفوا ضد طلاقها معلمة تهرب من زوجها وأهلها

القراء : 5086


إذا كانت الكثيرات من المعلمات قد اخترن السفر إلى بلدان أخرى للعمل والحصول على رواتب أعلى، وبالتالي على مستوى معيشي أفضل، فإن هناك معلمات عشن ظروفاً مختلفة، نفسية وعائلية لا علاقة لها بالراتب أو الوظيفة، ومنهن «منال»، التي اختارت «سيدتي» لتبوح لها بقصتها التي تصلح أن تكون نموذجاً لعدد لا يستهان به من النساء، ممن وصلن إلى درجة كبيرة من اليأس.. فهل نتفهم ظروفهن؟ أم نجد أنهن يبالغن؟.

«منال» اشترطت أن يتم اللقاء خارج منزلها، في مكان هي التي تحدده، لخشيتها من أن يتعرف أهلها على موقع منزلها بعد نشر لقائنا معها، كما أنها اشترطت علينا عدم التطرق لاسمها بالكامل، وطلبت منا أن نكتفي بالإشارة إليها باسمها الأول، وبعد موافقتنا على شروطها هذه التقينا بها في أحد الشوارع العامة، حيث حضرت مع صديقة لها، وبرفقتهما زوج صديقتها، ثم توجهنا جميعاً إلى أحد المقاهي العائلية في مدينة الرياض، وفي المقهى بدأت منال تسرد لنا واقع وأحداث قصة هروبها.

أجبروني على الهروب

«لقد أجبروني على الهروب، فهم لم يتركوا لي حرية تقرير مصيري، وكانوا سلبيين معي».

بهذه العبارة تباشر منال التحدث إلينا عن السبب الذي جعلها تهرب من زوجها وأهلها، حيث تقول: عندما قررت أن أهرب كنت قد وصلت إلى مرحلة اليأس من تحسن وضعي مع زوجي، ومن تجاوب أهلي معي، خاصة وأنهم قد رفضوا فكرة طلاقي نهائياً.

< ما الذي يجعلك تصرين على الطلاق من زوجك؟

إصراري على الطلاق من زوجي سببه الحالة النفسية التي وصل إليها، فقد أصبح مثل الطفل، لا يغادر المنزل نهائياً، وبسبب سوء حالته النفسية وتفاقمها فصل من عمله، كما أن علاقته الزوجية معي أصبحت مقطوعة بشكل تام، وأصبح يعاملني وكأنني شقيقة أو أم له، وصار قليل الحيلة، وفي كل شؤون حياته يحتاج إلى أحد يديرها، وبمعنى آخر لم يعد رجلاً بالشكل الذي تتمناه كل امرأة من زوجها.

< هل كانت هذه حالته منذ زواجك به؟

لا أبداً، بل كانت حالته جيدة، وكان مثل كل الرجال الطبيعيين، لكنه مع الوقت تحول، والسبب كما أعرف من شقيقاته الكبيرات في السن، اللواتي لم يتزوجن، وكان هو يعيلهن، خاصة بعد وفاة والديه.

زوجي مسحور

< وما دخل شقيقاته بتحول شخصيته أو بمرضه النفسي؟

في بداية زواجنا كانت حالته طبيعية، وكنا نقيم مع شقيقاته في المنزل الذي ورثوه جميعاً من والديهم، لكنني مع الوقت أصبحت أجد مضايقة من شقيقاته لرغبتهن في السيطرة علي وعلى نمط حياتي مع زوجي، وكن يتدخلن في كل أمورنا الخاصة، لهذا طلبت من زوجي أن نخرج من المنزل ونستأجر بيتاً خاصاً بنا، فلم يمانع وقبل بذلك، وعندما علمن بالأمر اعترضن عليه، ورفضن خروجه من البيت، لكنه أصر، خاصة بعد أن لمس هو بنفسه تدخل شقيقاته بأمورنا، ولكنه بعد عدة أيام فاجأني عندما عدل عن فكرة الخروج من المنزل ورفضها نهائياً، فرضخت لرغبته، ومع الأيام تحول إلى شخصية ثانية، وأصبح يفضل الانعزال بنفسه، ثم أصبح يرفض فكرة النوم معي في الغرفة، كما أنه صار يتغيب عن العمل حتى فصل منه، ثم أصبح يهذي مع نفسه بعض الأحيان بكلمات غير مفهومة.

< هل تلمحين إلى أن شقيقاته عملن له سحراً، أو ما شابه ذلك؟

نعم، هذا ما أقصده، خاصة وأنهن كن قد هددنني بأنهن لن يسمحن لي بإقناع شقيقهن الوحيد بالخروج من المنزل وتركهن لوحدهن، ويبدو أنهن عندما لاحظن إصرارنا على الخروج لجأن لعمل سحر له حتى يبقى معهن.

< ماذا فعلت أنت تجاه هذا الأمر؟

في البداية حاولت تدارك الوضع النفسي لزوجي، وقمت بعرضه على الأطباء المختصين، لكنني لم أخرج منهم بنتيجة، حيث ظللت أراجع الأطباء لمدة ثلاث سنوات بلا نتيجة، ثم تحولت إلى العلاج عن طريق المشايخ والرقية الشرعية، حيث ذهب زوجي معي مرة واحدة والتقى به الشيخ وقرأ عليه آيات من القرآن، وقد تحسنت حالته لعدة أيام، لكنه بعد ذلك عاد إلى حالته الأولى، لأنه رفض شرب الماء المقروء عليه الذي أخذته من الشيخ، وكلما حاولت أخذه إلى الشيخ كان يرفض بشكل قاطع ويهرب مني، ولما وصلت إلى اليأس من تحسن حالته ذهبت إلى بيت أهلي وطلبت منه الطلاق، وفي البداية كان أهلي موافقين على تصرفي، وشجعوني على طلب الطلاق، لكنهم بعد ذلك تراجعوا وأجبروني على العودة إلى زوجي المريض.

أشقائي شكوا بأخلاقي

< ولماذا تراجع أهلك عن مساندتك وأصروا على عودتك إلى زوجك؟ تغير رأيهم من وجهة نظري غير مبرر، فقد كانوا في البداية مؤيدين لي، ولكنهم تحولوا ضدي بعد أن تحدثت معهم بشكل صريح عن خططي بعد الطلاق، فشكوا في أخلاقي، ولهذا قرروا إعادتي إلى زوجي.

< ما قصدك في أنهم شكوا في أخلاقك؟
أقصد بهذه العبارة أنني كنت في أحد الأيام أتحدث مع أشقائي عن طلاقي من زوجي، فسألني أحدهم عن نياتي بعد الطلاق، وكيف سوف أعيش حياتي، فكان ردي بكل براءة أنني أنوي الزواج مرة أخرى بمشيئة الله، وقد كان ردي عفوياً ولا يحمل في ثناياه خطة أمر آخر، لكن أشقائي استنكروا هذا الرد وثاروا علي، لدرجة أنهم توقعوا أنني أريد الطلاق من زوجي لأنني على صلة غير شرعية برجل ما وأريد الزواج منه، وقد دافعت عن نفسي وأنكرت هذا الكلام، لكنهم لم يقتنعوا بكلامي، لهذا أصروا علي بالعودة إلى زوجي، وعندما رفضت ضربوني وحملوني بالقوة إلى بيت زوجي.

< عندما عدت إلى زوجك ماذا كانت ردة فعله؟

لا شيء نهائياً، فعندما رآني أدخل إلى البيت، لم تظهر عليه أي علامات الاستغراب أو التساؤل عن غيابي، مع أنني بقيت عند أهلي عدة شهور، وكل ما فعله هو أنه صافحني ثم دخل إلى البيت وكأنني لم أطلب منه الطلاق، ولكنني أعذره على تصرفه لكونه غير مدرك لما حوله.

< إذن كيف رفض طلاقك مع أنه كما تقولين غير مدرك لما حوله؟ عندما رفض طلاقي كان هذا بسبب تحريض شقيقاته، حيث كان يردد كلامهن بدون وعي أو إدراك منه.

< هل كان هروبك مباشرة بعد عودتك الإجبارية لمنزل زوجك؟ لا لم أهرب مباشرة، فقد بقيت عنده لمدة سنة ونصف السنة، قمت خلالها بالانتقال إلى مدرسة أخرى، فأنا أعمل مدرسة بإحدى المدارس.

خطة الهروب

< لماذا نقلت مقر عملك؟

بما أنني كنت أخطط للهروب فقد كان لابد لي من تغيير مكان عملي حتى يصعب على زوجي وأشقائي العثور علي فيما بعد.

< كيف تمت عملية هروبك؟

كانت عادية جداً، حيث اتفقت مع صديقتي التي ترافقني الآن مع زوجها، وهي متعاطفة معي ومع حالتي، فقمت بنقل أشيائي إلى بيتها خلسة من دون معرفة زوجي وشقيقاته، وفي اليوم التالي عندما انتهيت من عملي في المدرسة كانت صديقتي هذه تنتظرني مع زوجها، وذهبت معهما إلى بيتهما، وبقيت لديهما لمدة شهرين، وبعدها قام زوج صديقتي باستئجار شقة صغيرة باسمه، وانتقلت أنا للعيش فيها، وحالياً أنا أعيش فيها لوحدي، وزوجي وأهلي لا يعرفون مكاني منذ تلك اللحظة، والغريب أنهم لم يتصلوا بي عبر هاتفي الجوال.

< هذا أمر غريب حقاً، لماذا لم يتصلوا بك؟

لا أدري، ولكنني أعتقد أنهم غير عارفين بهروبي، مع أنه قد مضى عليه الآن حوالي ثمانية أشهر، وأعتقد أن أهلي وتحديداً أشقائي قد يتوقعون أنني ما زلت عند زوجي، بينما زوجي وشقيقاته يتوقعون أنني عدت إلى منزل أهلي.

< كم تنوين أن تبقي على وضعك هذا، أقصد أن تكوني هاربة؟ بصراحة أنا لا أنوي أن أستمر على هذا الوضع فأنا خائفة جداً، وفي كل يوم أتعذب مئة مرة، ولكنني أريد من هروبي هذا أن يدرك أشقائي أنهم أخطأوا بحقي

< إذن هو هروب مؤقت؟

نعم هو كذلك، وآمل أن تكون نتيجته النهائية كما أتمنى، وأن أحصل على الطلاق

الرأي الاجتماعي

حمد النادي، الباحث الاجتماعي وصاحب الدراسات العديدة عن المجتمع السعودي، وتحديداً المتعلقة بالقضايا الاجتماعية الأسرية، يقول عن هروب النساء السعوديات: تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن حالات الهروب النسائية المسجلة تصل إلى 850 حالة هروب، بينما تتعدى التقديرات غير الرسمية هذا الرقم بكثير، فهناك فتيات وسيدات عديدات هربن من بيوتهن لعدة أيام أو شهور وتم العثور عليهن لدى الأقارب أو الصديقات، وغالباً هذه النوعية من الهاربات يكن قد تعرضن لظلم أو قهر من أزواجهن أو من أهلهن، مما أجبرهن على الهروب، ولكن بنفس الوقت هناك فتيات وسيدات عاشقات خدعن من بعض الشباب باسم الحب، وهربن معهم، ولكنهن بعد مرور فترة من الزمن يمللن من عشقهن فيعدن إلى بيوتهن بحجج واهية.

وقد اختلفت التكهنات والدراسات حول أسباب الهروب الذي عزاه الكثير من المتكهنين إلى سوء التربية وقلة الوازع الديني، بينما يشير اختصاصيون إلى أن الضغوط التي تتعرض لها الفتاة خصوصاً، والمرأة بشكل عام داخل المجتمع السعودي، الذي يعتبر مجتمعاً ذكورياً، ولا تتمتع فيه المرأة بأي حقوق، كان الدافع الأساسي وراء تلك الحالات، حيث جعلت بعض العادات والتقاليد من المرأة كائناً ناقصاً في الحقوق مضاعف الواجبات.

الرأي الشرعي

الشيخ محمد الوهابي، الباحث في القضايا الفقهية، يقول عن هروب المرأة من المنزل واختفائها عن أهلها وزوجها: مما لا شك فيه أن هذا التصرف مرفوض في الدين، لكونه قد يجلب مفاسد وضرراً على المرأة نفسها، كما أنه يجلب الخزي والعار لذوي المرأة، وهذا لا تقبله الشريعة الإسلامية، التي دعت إلى التعامل الحسن مع المرأة وإعطائها حقوقها، وعدم ظلمها وإجبارها على ما لا تريد، لذا يجب على كل زوجة تجد ظلماً أو معاملة سيئة من زوجها أو حتى من أهلها، أن تلجأ إلى القضاء أو أقسام الشرطة، أو حتى بعض الجهات الاجتماعية التي تصون عرض وكرامة وشرف المرأة، وتوفر لها المسكن بدلاً من أن تهرب من دون هدي وتعرض شرفها للطعن، كما أن هروب المرأة بهذا الشكل يثير عدة تساؤلات عن مصداقية ما تدعيه وهذا بالتالي يضعف حجتها.



 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6348332 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة