فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

مدمن يعتدي على ابنته ويصيبها بتخلف عقلي وغيبوبة كاملة

القراء : 2344

 

مدمن يعتدي على ابنته ويصيبها بتخلف عقلي وغيبوبة كاملة
ضرب ابنته ضرباً مبرحاً وأشعل النار في جسدها وهو يتعاطى المسكرات
"الأمل"  تستطلع رأي الإخصايين الاجتماعيين حول هذه الحادثة


مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض
 
هزت حادثة قيام أحد مدمني المخدرات بالاعتداء على ابنته ذات السنوات الثلاث وحرقها وضربها ضرباً مبرحاً، حيث أصيبت الطفلة بإعاقة عقلية ودخلت في غيبوبة كاملة، ما اضطرها إلى دخول العناية المركزة في مستشفى الحرس الوطني بالرياض.
"الأمل" تورد نص هذه القضية التي نشرت في إحدى الصحف، كما تستطلع آراء الإخصائيين الاجتماعيين حول دوافع مثل هذه الكارثة:
 
أقدم مواطن على جريمة بشعة بحق طفلته ابنة السنوات الثلاث عندما اعتدى عليها وحرقها في أماكن حساسة من جسمها وضربها ضرباً مبرحاً تسبب بإصابتها بإعاقة عقلية وغيبوبة كاملة اضطرتها إلى الرقود على سرير الشفاء في العناية المركزة بمستشفى الحرس الوطني في الرياض.
وتروي والدة الطفلة (م. ع) ? سعودية الجنسية ? وتعمل معلمة اختصاص في مدرسة حكومية في مكة المكرمة، تفاصيل ما تعرضت له طفلتها بالقول: "زوجي سيئ العشرة ولا يحافظ على الصلاة مع الجماعة، ويتعاطى المسكرات والمخدرات، وفي بيته قنوات إباحية، وقام بتعذيب ابنتنا الصغرى (ل)، حيث وجهت إليه تهمة فعل الفاحشة بابنته، وإشعال النار في جسدها وضربها ضرباً مبرحاً أصابها بتخلف عقلي، وقد تم الحكم عليه بالسجن 30 شهرا وجلده 350 جلدة من قبل المحكمة المستعجلة ولم يمض من مدة الحكم سوى أربعة أشهر".

وتتابع الأم "أدخلت ابنتي مستشفى الحرس الوطني في الرياض في حالة غيبوبة كاملة، وأظهر الفحص وجود رضوض بمقاسات وأحجام مختلفة بعامة الجسم وعلامات حروق طولية ودائرية وحروق بالظهر واليد اليسرى، وعلامات ضرب السوط على الساقين ووجود نزيف بشبكية العين، كما أوضحت الأشعة المقطعية على المخ وجود تجمع دموي تحت طبقة الأم الجافية للمخ بمنطقة أعلى الرأس ووجود أوديما بالجانب الأيسر وكدمة خلف الرأس".
وتشير الأم إلى أنها اكتشفت مأساة ابنتها الصغيرة عندما أصبحت تشكو من آلام عند دخولها دورة المياه، حيث اعترفت الفتاة بما تتعرض له من قبل والدها، الذي كان يحرص في الفترة الأخيرة على أن تكون الفتاة إلى جانبه في كل الأوقات.

وتنبه الأم إلى أن الأب بسبب أمواله وعلاقاته النافذة تمكن بعد تقديمي شكوى بحقه من تغيير القضية من شرعية إلى جنائية، ثم ما لبث أن خطف الفتاة وهرب بها إلى الرياض، حيث مكثت معه أربعة أشهر، إلى أن حاول اغتصابها وهو تحت تأثير المخدر، وإجبارها على تعاطي المسكر، بعدما ضربها وحرقها في أماكن متفرقة من جسدها. وعند إسعافها حاول الفرار، إلا أن رجال الأمن أخذوا رقم لوحته وأوصاف السيارة، حيث تم القبض عليه.
وذكرت الأم أن الأب الآن يهددها برسائل عبر الجوّال بالقتل تارة وأخذ الأبناء تارة أخرى، مشيرة إلى حاجة ابنتها الشديدة لأن تلتحق بجمعية الأطفال المعاقين حتى تتعافى من الآثار النفسية السيئة التي لحقت بها، مؤكدة احتياجها لمنزل يؤويها وأبناءها الأربعة، ولا سيما أنها لا تملك إلا راتب الوظيفة.
 
آراء الإخصائيين الاجتماعيين
 
يقول الأستاذ عادل الحسين الإخصائي الاجتماعي: لعل هذه الحادثة والتي يقشعر منها البدن وتدمع لها العين ليست هي الوحيدة من جنسها، ولكن هناك الكثير والكثير من الحوادث والمشاكل والجرائم التي تسببها تعاطي المخدرات، فمن يتعامل مع حالات الإدمان ليكتشف عالم آخر وغريب عالم تنتشر فيه الجرائم.
كيف لا والجميع يعرف بأن من يتعاطى المخدرات ويدمن عليها لا يفكر في العواقب مطلقاً فيقدم متعاطيها على القتل والنهب والزنى واقتراف الفواحش مع أقرب الناس إليه ? والعياذ بالله ? وهذه الحادثة لهي دليل وبرهان على ذلك، فقد قام ذلك الأب المتوحش بالاعتداء على ابنته الصغيرة، والتي لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، مما سبب لها بعض من الإعاقات الجسدية والعقلية من جهة، ومن جهة أخرى سبب لها المشاكل والاضطرابات والآلام النفسية، والتي ربما تعوق تلك الطفلة البريئة عن التقدم نحو النمو الكامل، فمتعاطي المخدرات يفقد توازنه الفكري ويختل تقديره للأداء فيصبح فرداً غير صالح لبناء الأسرة الصالحة، فيبدأ التفكك والانهيار والانحراف عن الجادة.
كذلك من يستخدم المخدرات يكون هدفه الأول والأخير هو كيف يستحوذ على تلك المادة المخدرة، وكيف يستخدمها غير مبال بزوجته أو أبنائه مما ينتج عنه التفكك الأسري، ومنها الانفصال والطلاق وتشرد الأبناء.

أيضاً تكون عنده الغيرة على دينه وعرضه شبه معدومة، ففي هذه الحادثة نجد أن ذلك الأب المدمن غير محافظ على صلاته مع الجماعة، ويتعاطى المسكر والمخدر في بيته، إضافة إلى وجود قنوات إباحية، ولربما أدى ذلك إلى انحراف زوجته بتعاطيها المخدر سواء بإرادتها، وذلك من خلال ما تراه من سلوك ذلك الزوج أو من غير إرادتها، وذلك عندما يجبرها زوجها على التعاطي، فالكثير من الأزواج المتعاطين يقومون بذلك، والأدهى والأمرّ أن البعض منهم يوقع والدته في تعاطي المخدرات أو أحد أشقائه أو بحث الزوجة عن السعادة بكافة أنواعها، والتي فقدتها مع ذلك الزوج الذي بات أسيرا للمخدر، ولكن في هذه الحادثة نجد الزوجة حائرة مع العلم أنه ليس هناك معاناة زوجة مثل معاناة زوجة المدمن، فتجد حياتها في شقاء وعذاب وحسرة وندم.
فليس هناك وجه للغرابة أو التعجب عندما نسمع أو نقرأ مثل تلك الحوادث، لأن طريق المخدرات معروف، ولكن يجب ألا تمر علينا تلك الحوادث كقصص وحوادث، وإنما تكون عبرة ودروس لقراءتها سواء كانوا أولياؤ أمور، حيث إنهم اللبنة الأساسية لبناء الأسرة وعمادها، فالتنشئة الاجتماعية السليمة والتربية السليمة تؤتي ثمارا يافعة من الأبناء، والعكس صحيح، وكثير من الآباء والأمهات لا يدركون أهمية ذلك إلا بعد وقوع أبنائهم في شراك المخدرات نتيجة تقصيرهم في التوجيه والمراقبة، ما يسبب في كثير من الأحيان الندم والحسرة، وبالتالي لا يصلح العطار ما أفسده الدهر.
وتكون رسالة إلى كل متعاطي مخدرات كإشارة تنبيه لتوقظه مما هو فيه ليتدارك نفسه قبل فوات الأوان.
 
أما الإخصائية الاجتماعية الأستاذة أمل عمر فتقول: إن الأسرة هي البناء القوي الذي ينخوي في داخله أفراد الأسرة، فالطفل ينشأ داخل الأسرة لكي يشعر بالدفء والحنان والأمان والاستقرار والمحبة المتبادلة بين أفراد عناصر الأسرة، ومما لا شك فيه فإن عناصر الأسرة الرئيسيين الأم والأب من المفترض أن يكون واجبهم حماية هذه الأسرة من التفكك والتصدع والانهيار، واجبهم حماية الأبناء وتوفير الأمن لهم، فإذا شعر أي من الأبناء بخطر يهدده فأول من يلجأ إليه هو الوالدين أو من يمثلهم في المكانة، فإذا اختل ميزان التوافق والاستقرار داخل الأسرة فأول من يتضرر هو الأبناء، أيا كان سبب هذا الاختلال، فالأب والأم يمثلان القيم والمبادئ التي ينشأ عليها الطفل، ففي تلك الحادثة الشنيعة التي تحوي بين سطورها مأساة طفلة لم تأخذ الأب حتى الشفقة والرحمة الإنسانية مكانة في قلبه تجاه أقرب الناس إليه، وهذا ليس شيئا غريبا عن من أتلفت عقله السموم والمسكرات، فأول ما يلجأ إليه المتعاطي أو المدمن هو الاعتداء على المحارم، فلا يرى فيها طفلته الإنسانة البريئة، بل تسيطر عليه رغباته وشهواته، مما تجعله أسيراً لها، فما قرأناه في تلك الواقعة ما هي إلا قصة ومن بين قصص كثيرة داخل جدران لم تعلوا صرخات من بداخلها خوفاً من أن يفتضح أمرها، فإن ضعف الوازع الديني وانحلال الأخلاق والقيم والمبادئ. فهل العقوبة التي لحقت وتقررت على الأب كانت عادلة؟ هل تعوضها الضرر الذي لحق بالبناء النفسي والجسدي وضياع مستقبل طفلة بريئة كانت ضحية لمرض الأب؟ وأين الأم طوال هذه الفترة من المعاناة النفسية التي تعيشها الطفلة من جرّاء اعتداء الأب عليها ليس كما يبدو كانت واحدة، بل تكرر ذلك أكثر من مرة، فانشغال الأم عن الأبناء سواء كانت تعمل أو كانت ربة منزل لا يعطيها الحق في إهمال تأدية الرسالة التي حملت لها، ما جعل الجنة تحت أقدامها، فأطفالنا أمانة في أعناقنا نسأل عنها عندما نقف بين يدي المولى عز وجل، فإذا استطاع هذا الأب أن ينفذ من العدالة الدنيوية بنفوذه الخاصة، وللأسف ومن ساعده فكيف يفلت من العدالة السماوية.
 
كما يقول الأستاذ محمد سعيد البيشي الإخصائي الاجتماعي: تعليقاً على ما روته والدة الطفلة (م. ع) ? سعودية الجنسية ? والتي تعمل في إحدى مدارس مكة المكرمة الحكومية.
قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا). فلو تأملنا إلى قدرة الخالق في صياغة تلك الآية لوجدنا فوائد وحكم جليلة قد ذكرها الخالق عز وجل، وذكر بأن الأبناء زينة وجمال في الحياة الدنيا، وقد جعلهم الله نعمة يتفاخر بها العبد ويحسن تربيتهم ويعطف عليهم وترق جميع الحواس إليهم.
فذكرت الأخت والدة الطفلة (م. ع) من سلوك الأب مع ابنته وجبروت وعنف، لا أظن بأنه أباً عطوفاً يتألم عندما يتألم أحد أطفاله ويرفع عنهم الهم والحزن والكرب إذا تألموا من أي شيء قد يزعزع راحتهم.

أين دورك أيها الأب؟
أين عطفك وحنانك ورقة مشاعرك تجاه نعمة أعطاك إياها الله سبحانه، وتكون عبداً للمخدرات وجبروتاً على أطفالك؟ إلى متى وعقلك أسيراً في جزيرة الخزلان والإدمان، وعبداً لهواك والشيطان؟ ما ذنب طفلت التي خلّفت عقلها وجعلت كيان جسمها ذكرى مؤلمة على مدى حياتها تتجرعه سماً هارياً في أحشائها.
هل نسيت بأن البنات أرق قلباً وحناناً على الأب بالذات؟ وهل نسيت بأنهم زينة الحياة الدنيا؟ فما ذنب هذه الطفلة المسكينة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها ولو بكلمة بسيطة.. لا يا أبي.

فأنا من وجهة نظري بأن عقابك بالسجن قليل وأنت تريد انتهاك حرمة ابنتك، كما ذكرت والدتها، فارجع إلى عقلك وصوابك، فالمجال مفتوح إليك وتذكر بأن الله غفور رحيم. أما أنتِ أيتها الأم الصابرة أعانكي الله على حمل الأمانة والمسؤولية، فأنت أهل لها، لأن الجنة تحت أقدام الأمهات، واحتسبي الأجر من الله سبحانه وتعالى، وعيشي حياتك مع أطفالك وأنتي قريرة العين إن شاء الله.

فتذكر أيها الأب القاسي بأنك سببت للأسرة شلل رباعي، وهو فقدان عمود البيت، وتسببت أيضاً بأن جعلت عائلتك تعيش بلا قدوة، بلا ضابط اجتماعي وتفكك أسري، وربما قد يسبب ضياع وتشرد أبنائك الأبرياء، ما قد يؤثر في مستقبلهم وعدم إتمامهم مسيرة التعليم.
كذلك قد يدفعهم إلى عمل الحرام من سرقة أو التسول في الشوارع أو يكونون عرضة لسلوكيات محرمة في المجتمع أو ينجرفون وراء أصدقاء السوء الذين يدخلونهم دائرة المخدرات والضياع، وفي هذه الحالة أيها الأب قد خسرت نفسك وربك وأسرتك وقيادتك الأسرية، وخسرت كل ما كنت تملكه قبل ضياعك.

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6349846 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة