فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

دور المرأة في تثقيف الطفل جنسياً

القراء : 5847

دور المرأة في تثقيف الطفل جنسياً
خطر الاعتداء مستمر والاحصائيات مغيبة والثقافة الجنسية هي الحل


جريدة الايام البحرينية
متابعة - سماح علام:

على الرغم من غياب الاحصائيات الدقيقة حول موضوع الاعتداء الجنسي، وفي ظل عدم التبليغ عن حالات الاعتداء الموجودة واخذها القنوات الصحيحة لعلاجها، كانت ولا زالت المناداة بأهمية زيادة الوعي في هذا الجانب وترسيخ مفهوم الثقافة الجنسية أمراً هاماً كخطوة ضرورية للحد من تفاقم هذه المشكلة.
وكخطوة في الطريق الصحيح تأتي اهمية توعية الطفل بخطر الاعتداء الجنسي بواسطة تحديد كيفية اهمية التطرق للنمو الجسدي والجنسي على حد سواء، ومتى يتطلب توضيح هذه الامور للطفل، وما هي الطريقة المتبعة في توصيل هذه المعلومات، وفي ما تمثله توضيح هذه الامور، من اهمية وعلاقتها بالنمو الطبيعي والجسمي للطفل، اضافة الى التطرق لمفهوم الايذاء الجنسي وكيفية التعامل معه..

 كل هذه الامور كانت محور حديث استشارية طب الاطفال ورئيسة لجنة حماية الطفل في وزارة الصحة د. فضيلة المحروس في محاضرة ( دور المرأة في تثقيف الطفل جنسياً) التي نظمتها لجنة المرأة بجمعية المكفوفين البحرينية الاسبوع الماضي.
توعية الاطفال بحقيقة الخطر الذي يمكن ان يتعرضوا اليه، ونشر الثقافة الجنسية الى جانب محاولة السيطرة على النفس عند التعامل مع حالات الاعتداء، واجتياز مشاعر الخوف والعمل على سرعة الاكتشاف المبكر امور هامه كان لها نصيب وافر من الطرح والمناقشة في الندوة التي نعمد الى عرض اهم ما جاء فيها في ظل تغير نظرة المجتمع الى موضوع الاعتداء بشكل ملحوظ خلال العشر سنوات الاخيرة..

قد تعتبر اسئلة الطفل عن كيفية تكوينه ووجوده في الحياة امر محرج للأم او الاب، وقد تكون الاجابة مبعث قلق بالنسبة لهم، الا ان دور الأم تحديداً في تثبيت هذه الحقيقة امر ضروري لاسيما وانها تتحمل جزء ليس ببسيط في ترسيخ الثقافة الجنسية لدى ابنائها، من هنا بدأ د. فضيلة المحروس في عرض محاضرتها حيث توضح اهمية ان ينبثق الايمان بحساسية هذه القضية في نفوس الآباء، ومحاولة كسر حاجز الخجل والتطرق لهذا الموضوع مع الاطفال بل والتحدث بطريقة شفافة وواضحة وعلمية مع مراعاة عقل الطفل ومستوى نضجه، منوهة الى اهمية توصيل المعلومات الصحيحة للاطفال وان يكون مبعثها هو المنزل بدل اللجوء الى مصادر المعلومات الاخرى سواء كانت عن طريق الاصدقاء او الانترنت وغيرها من المصادر.

واكدت المحروس على اهمية الوقوف امام كل من يحاول استغلال الطفولة وشددت على اهمية التوعية الجنسية وترسيخ الصحة الانجابية لما لها من اهمية في توجيه حياة الطفل المستقبلية، خاصة وان اغلب الاطفال الذين يتعرضون للاعتداء يكونون في سن الطفولة التي لابد من الاهتمام بها.
مفهوم شائع بين الاسر يقضي بأن الحديث مع الاطفال في هذا الموضوع قد يؤدي الى (تفتيح عيونهم) على مواضيع قد لا تدرج ضمن اهتمامات الطفل، هذا الامر في حد ذاته خصته د. المحروس بالتوضيح قائلة:
(يرى البعض ان الحديث عن هذا الموضوع قد يخدش حياء الاطفال ولكن في ظل وجود الحالات التي تبين امكانية تعرض الطفل للخطر في هذه السن تتضح اهمية توضيح حقيقة الجانب الجنسي وخطر التعرض الى اعتداء، لما فيه مصلحة الطفل وأمانه، خاصة وان الطفل يتمتع بذكائه الخاص الذي ينبغي على الكبار احترامه والتعاطي معه).
منطقة خاصة
تؤكد د. المحروس طريقة التحدث مع الاطفال في توضيح هذا الامر بطريقة تدريجية بقولها :"يكفي ترسيخ مفهوم ان منطقة الجهاز التناسلي منطقة خاصة لا يتوجب اظهارها لاحد او السماح لاي احد بلمسها للاطفال الى سن الثلاث سنوات، اما بالنسبة للاطفال بعد سن السادسة فيمتازون بقدرتهم على التفكير بطريقة مجردة اي ربط الواقع الملموس بالمعلومة، وهنا يتوجب المزيد من تثبيت مفهوم المحافظة على النفس وسلامتها، اما الطفل في سن ???? فيكون اكثر قدرة على تصور الامور وفهمها".
وتزيد في القول : "من هنا تبدأ أهمية توضيح بعض التفاصيل للاطفال ليتمكنوا من فهم خصوصية وخطورة هذه المنطقة، فعادة ما يكون هذا سن من ??? سنوات الى ???? سنة هو سن الفضول لدى الاطفال لمعرفة كيفية الوجود في الحياة، ويمكن الاستفادة من التشبيه بالطيور او النباتات لايصال المعلومة، فضلا عن تهيئة كل من الجنسين لتطورات البلوغ التي سيقبلون عليها من تغير جسماني نتيجة التطورات الهرمونية في الجسم، لدرء اي تأثير سلبي يمكن حدوثه".

درجات الاعتداء
ان مفهوم الاعتداء الجنسي له درجات كثيرة تبدأ بالتحرش البسيط وصولا الى الاعتداء الكامل وحدوث الكثير من الاضرار الجسمانية بأشد انواعها، ولابد من الاخذ في الاعتبار ان الاولاد يمكن ان يتعرضون ايضاً للاعتداء فهم ليسوا في مأمن، اذا فتوعوية كل من الاولاد والبنات حول هذا الموضوع امر ضروري خاصة وان ابناء ???? سنة يمكن ان يكونوا بالغين وبالتالي قد ينتج عن الاتصال الجنسي حدوث حمل، الامر الذي يتطلب زرع روح المسئولية في نفس كل طفل من خلال تضافر جميع الاطراف المعنية من اسرة ومدرسة وبيئة محيطة.
من جانب آخر تأتي اهمية التوعية الصحية من الامراض التي تنتشر عن طريق الاتصال الجنسي مثل الايدز والكبد الوبائي والتي تعتبر مدخل آخر للحديث مع الاطفال لبيان خطورة هذه الامراض.
 
حقيقة علمية تربوية يمكن توظيفها في صالح الآباء وهي ان الاطفال من سن ??? الى ???? سنة عادة ما يكونون في طور التلقين او الاستقبال، الامر الذي يسهل مهمة الآباء كثيراً، بناء على هذه الحقيقة لابد من استثمار هذا السن في الحديث مع الاطفال مع الوضع في الاعتبار كيفية التحدث وايصال المعلومة، فالطفل عادة ما يشعر بالخجل بل وقد يرفض الحديث عن هذا الموضوع، لذلك لابد من اختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة، لذلك على الآباء ايجاد المدخل الصحيح للتحدث عن التطورات الجنسية مع الابناء.
ملاحظة جديرة بالتوقف عندها طرحتها د. المحروس تتلخص في اهمية عدم وضع مسميات او رموز غير حقيقية عند التخاطب مع الاطفال، فادراج التسميات الصحيحة عن اجزاء الجسم كافة بما فيها الجهاز التناسلي امر لابد منه، وتنوه الى اهمية عدم التحسس الزائد من طرح ما يختص بهذا الجهاز على اعتبار انه واحد من عدة اجهزة موجودة في جسم الانسان.
 
ومن واقع خبرتها تقول د. المحروس : (ان اغلب الاطفال المعتدى عليهم يجهلون معنى الاتصال وعواقبه، الامر الذي يبين اهمية ايصال هذه الحقائق الحياتية الى الابناء مع توضيح العواقب والتأثيرات، فلا يكتفى باستخدام لفظ انه (خطر) بل توضيح ما هية الخطر وفي ما يتمثل).
بعد كل ما تم عرضه تأتي اهمية توضيح الامور التي يتوجب الحديث عنها مع الطفل، والتي يجهلها بعض الآباء، وفي هذا المحور تقول د. المحروس لابد من توضيح الشق الجسدي بمعنى تهيئة الطفل لاستقبال التغيرات الجسمية التي تطرأ عليه في فترة نموه، وان هذه الفترة ليست سوى خطرة نحو البلوغ، وهي مرحلة طبيعية تصيب كل نسان، اضافة الى توضيح معنى التغير الهرموني الذي يترتب عليه تغيرات جسمانية تختلف باختلاف جنس، وتؤكد د. المحروس على اهمية ادراك حقيقة الاتصال الجنسي كاملاً عند البلوغ.

السلوك الجنسي
يعد السلوك الجنسي عند الاطفال سلوكاً طبيعياً، ولكن لابد من ضبط هذا السلوك، وهنا تأتي اهمية توضيح بعض الممارسات الخاطئة مثل عدم تغيير حفاظ الاطفال امام مرأى افراد العائلة بل اخذ الطفل الى مكان مستور، منع العبث في منطقة الجهاز التناسلي لاسيما وان هذا التصرف يدخل ضمن معنى الاكتشاف الذي ينعكس على الذات المتمثل في الجسد او على البيئة المحيطة .. كل هذه الامور ترسخ في ذات الطفل معنى الاحتشام الامر الذي يدعم مفهوم الحماية، اذا فالاحساس الجنسي موجود في الانسان منذ الطفولة ولكن ينشط عند البلوغ نتيجة تغيرات الهرمونات.
تعرض د. المحروس بعض العلامات التي يمكن ان تلفت انتباه الوالدين لوجود خطر ما مثل بناء الصداقة بين اطفال وشباب يفوقونهم سناً، فمثلاً عندما يلعب الاطفال وبينهم فروق عمرية تتراوح بين السنة والسنتين فهذا امر طبيعيع و لكن عندما يكون فرق السن ??? او ??? سنوات فهذا مؤشر خطر، امر آخر يتمثل في تعرض الطفل للقسر من قبل طفل آخر، الامر الذي يستدعي متابعة دقيقة لتصرفات الاطفال عند تجمعهم وعدم اختلائهم ببعضهم البعض.
هذا الى جانب عدم السماح لاي طفل بالانزواء بنفسه وعدم مخالطته للجماعة والاندماج معهم، اضافة الى عدم السماح للاطفال بتحريك نفسهم على الكرسي او لمس بعضهم بعضاً، الى جانب عدم اتباع اي سلوك جنسي او حديث لا يتناسب مع عمر الطفل كاستخدام الالفاظ النابيه مثلاً.
 
الايذاء الجنسي
يتمثل الايذاء الجنسي بالاتصال بين شخص بالغ وطفل صغير او قد يكون بين طفل وطفل آخر ،الامر الذي قد يسفر عن علامات او آثار واضحة او قد لا يسفر عن أية آثار، ولكن توضح د. فضيلة ان اغلب حالات الاعتداء التي ترد القسم لا تحمل اية آثار للاعتداء مثل التمزق او الندبات او ظهور امراض تناسلية وغيرها، وعادة ما يقوم المعتدي بعدم اظهار آثار الاعتداء اي عدم ممارسة الاعتداء الكامل، الامر الذي يتطلب الكثير من الحيطة والحذر على الاطفال.
وتبين د. فضية انه لابد من التعامل مع الطفل المعتدى عليه على أنه ضحية لا ذنب له في ما تعرض اليه، ومحاولة تحريره من عقدة الذنب او النظرة الدونية الى نفسه، الامر الذي يتطلب الكثير من الجهد في علاجه النفسي من آثار الاعتداء الى جانب العلاج الجسدي.
وفي المداخلات تم الاشارة الى اهمية معاقبة كل من يرتكب هذه ا لجرائم اضافة الى اهمية توعية الاطفال بحقيقة الخطر الذي يمكن ان يتعرضوا اليه، الى جانب محاولة السيطرة على النفس عند التعامل مع حالات الاعتداء، واعطاء الحري ة الكاملة للطفل للحديث عن الامور التي يتعرض اليها، مع التركيز على اهمية سرعة الاكتشاف المبكر الذي يساعد على تقليل النتائج السلبية قدر الامكان، ومحاولة النظر الى مصلحة الطفل ومن ثم التفكير بالناحية القانونية.
كل هذه الامور تؤكد ضرورة استيعاب حقيقة الاعتداء الجنسي وترسيخ الثقافة الجنسية وعدم التكتم على الحالات الموجودة وعدم التردد في اللجوء الى القنوات الصحيحة للمعالجة.
 

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6348192 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة