فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

العنف ضد الزوج

القراء : 3064

العنف ضد الزوج

 
تقرير: ليلى غليون

زوجتي عنيفة ... شــــــــــكوى يطلقها بعض الازواج
... نعم ايها القارىء الكريم انت لم تخطىء قراءة العنوان ونحن لم نخطىء في كتابته ، وان كان البعض قد يستغرب هذا الامر او قد يستنكره العرف والمألوف الا ان في هذا الزمان فان كل شيء جائز وممكن وغير مستبعد .
فكثيرة هي القضايا التي يفرزها واقعنا الاجتماعي ، وكثيرة هي الامراض التي لا تزال جراثيمها تسري في الجسد الاسري لتترك فيه بصمات غائرة وأثراً سلبياً على قوة وسلامة هذا الجسد في الوقت الذي يجب ان يتمتع بالمناعة والحصانة والصحة حتى يظل قائماً صلبا يؤدي دوره ووظيفته على احسن وجه ممكن .
والعنف الاسري هو من القضايا الاجتماعية المأساوية التي لا تزال قائمة وعالقة في مجتمعنا تحت اسباب ومسببات شتى ، ولا تزال هذه القضية تبحث لها عن علاج ومخرج رغم ان العلاج في كثير من الاحيان قد يكون متوفراً الا ان الجهل بعواقب الامور او اللامبالاة او عدم الوعي والادراك يحجب الرؤية عنه ويحول دون التعرف والوصول اليه .
وعندما يذكر العنف الاسري يتبادر للاذهان فوراً وبدون تفكير ان الطرف المعنَّف هو المرأة التي تتلقى ضربات العنف بصورِهِ المتعددة سواء النفسية او الجسدية ، وان المعنِّف في غالب الاحيان هو الرجل ابا كان او اخاً او زوجاً ، وقد كثر الحديث والجدل عن قضايا العنف ضد المرأة ، وكثرت الكتابات التي خاضت غمار هذا الموضوع وما يحمله من ابعاد وتأثير على المجتمع ، كما وكثر الحديث عبر الصحف والمجلات والوسائل الاعلامية الاخرى حول العنف ضد المرأة في معظم المجتمعات العالمية ، ولكن هل يكون الرجل دائماً هو الجلاد الذي يمارس العنف بحق المرأة ، والمرأة دائماً هي الضحية ؟ وهل تكون عصا التعنيف دائماً في يده بينما لا يمكن ان تحمل المرأة مثل هذه العصا ولا يمكن ان تكون حتى في بعض الاحايين هي الجلاد ؟

حقيقة ولكن ...
اننا لا ننكر ولا نتهرب من الحقيقة التي تكتوي بنيرانها العديد من النساء المعنفات من قبل ازواجهن او آبائهن او اخوانهن ....
ولا يمكننا ان نغمض العينين عن الحوادث المؤلمة والظروف القاسية التي تعيشها ثلة من الزوجات اللواتي يقبعن تحت سقف العنف والضرب والاهانة التي تمارس عليهن من قبل ازواج لا يبالون من التجرد من رداء الانسانية والمسؤولية ، ولا يراعون حرمة الانسان الذي كرمه الله تعالى وفضله على كثير من خلقه ، ولا يحافظون على حدود الله في امانات استؤمنوا عليها ممن اخذن منهم ميثاقا غليظاً ، وحتى لا نتهم بالعنصرية والتحيز لفئة النساء ، فإننا نود ان نبين ان هناك ايضاً ظلماً وعنفاً وضرباً يمارس من قبل بعض الزوجات على ازواجهن ، لان الواقع الذي يشهد بوجود عدد كبير من النساء المعنفات من قبل الازواج لهو نفس الواقع الذي يشهد ان هناك ايضا رجالاً مظلومين يتعرضون لاضطهاد وعنف من قبل الزوجات فإذا كان الامر كذلك فما هي اسباب واساليب الاضطهاد والظلم الذي تمارسه الزوجة بحق زوجها ؟ وما هي اشكال وصور الظلم الواقعة على الرجل ؟ وما هي النظرة الاجتماعية تجاه رجال معنفين او مضطهدين ، بل كيف ينظر المجتمع لزوجات من هذا النوع ؟
وإذا كان في بعض الاحيان عنفٌ متبادل بين الزوجين فأي عنف تمارسه المرأة بحق زوجها وتكون فيه هي الاقوى ؟
 
صور من العنف الذي  تمارسه الزوجة
ان تعريف العنف بمفهومه الشامل يدخل ضمنه العنف الجسدي والعنف اللفظي والنفسي والعنف الجنسي وإذا كان الرجل بارعاً ويتقن اسلوب العنف الاول ( الجسدي ) الا ان المرأة اكثر براعة في العنف النفسي واللفظي وهي عادة ما تكسب الجولة في هذين النوعين مما قد يؤدي في معظم الحالات الى عنف معاكس من قبل الازواج وان كنا قد سمعنا او قرأْنا عبر الصحف والمجلات عن بعض الحالات والقصص من هنا وهناك عن زوجات مارسن اسلوب الضرب بحق ازواجهن مستخدمات بذلك اسلحة مثل الاحذية او ادوات حادة او الماء المغلي وغيرها من اسلحة الضرب الا ان مثل هذه الحالات تظل قليلة وفي نطاق محدود وعادة ما يقابل الحديث عن ضرب الزوجة زوجها من قبل المجتمع والناس بالسخرية والتهكم لتكون مثل هذه القصص مادة للتسلية في الجلسات العامة والخاصة .
الا ان الضرب بشكل عام لا يقتصر على العنف الجسدي ، بل له اشكال متعددة فالضرب قد يمارس بعده طرق وباساليب شتى وبوسائل يكون تأثيرها فتاكاً بل اخطر مما قد يتصوره العقل ، والزوجة قد تمارس العنف ضد زوجها باشكال مختلفة وباسلوب اشد من اسلوب الضرب العادي ، والقصص كثيرة والامثلة منتشرة .
 
العنف الكلامي
بالرغم من ان المرأة عادة ما تتأثر بالعنف الكلامي ضدها من قبل زوجها اكثر مما تتأثر بالعنف الجسدي ، إلا انها رغم ذلك غالباً ما تستخدم هذا الاسلوب في التعامل مع زوجها ، وعلى الرغم من أن كلمة صغيرة يتفوه بها زوجها قد تجرحها وتجرح انوثتها لوقت طويل الا انها على الاغلب لا تتنبه الى الالفاظ والعبارات التي تلقيها في وجه زوجها للتعبير عن غضبها منه.
فالعنف الكلامي باعتقادي له تأثير اقوى من سلاح الضرب فالكلمة القاسية والخبيثة يمكن ان تفعل فعالها اكثر مما يفعله السيف ، فصاحبة اللسان السليط والكلمات الغليظة والنابية والاسلوب الفظ والعبارات البذيئة والتي ما ان تنتابها ثورة الغضب حتى تستثيرها وتهزها لتبدأ تطلق صواريخها امام زوجها غير مبالية بصوتها المرتفع الذي طرق مسامع ابنائها وبناتها الذين يلتقطون منها تلك العبارات السوقية ويحفظونها في ذاكرتهم ويرددونها على السنتهم لتصبح من طبائعهم ، ويتلقون منها دروسا في سوء الاخلاق تبنى عليها شخصياتهم ونفوسهم المهزوزة ، والادهى والامر فان من الزوجات من تنعت ابنها وتنادي عليه يا ( ابن ال ... )
وتصرخ بوجه ابنتها بالفاظ تخدش الحياء وتنادي عليها يا ( بنت ال.. ) .
كل هذا امام حضرة الزوج المسكين الذي يسأل الله الصبر على هذا البلاء الذي المّ به والذي ما اجبره على الصمت والسكوت على هذا الحال الا اتقاء لشرها وخوفاً من ان تتمادى بصلفها وسوء عشرتها وذلك اكراماً لاولاده وخوفاً على بناء اسرته من الانهيار ، وقد شاهدت بأم عيني وسمعت باذني زوجة تسب الذات الالهية ( والعياذ بالله ) اثر نقاش عادي دار بينها وبين زوجها ... اليس هذا عنفاً وضرباً اشد واعتى من ضرب السهام والسيوف ؟

انانية وعنف
هناك عنف من نوع آخر قد تصفع به الزوجة نفسية زوجها بل تطعنه طعنة تؤدي الى هلاكه في الدنيا والآخرة .
وهذا الاسلوب تعتمده بعض الزوجات لتمتلك قلب زوجها وتنفرد به لوحدها وتعمل جاهدة على قطع كل صلة قربى ومحبة بينه وبين اهله وذويه ، فنراها توغر صدره على والده او والدته ونراها تشعل فتيل الفتنة والقطيعة بينه وبين اخوته فتبني بينه وبينهم سداً منيعاً يحول دون التواصل والالفة والتراحم ، وكم من مآسٍ في العقوق كان سببها الزوجة وكم هي الحوادث المأساوية التي كانت نتيجتها سفك الدماء بين الاخوة سببها الزوجة ، وكم من رحم قطعها اخوها وداس على قلبها ومشاعرها كانت زوجته وراء ذلك كله ، والمؤلم في الامر ان هذا الصنف من الزوجات من تقيم الدنيا وتقعدها عندما يقاطع زوجها اهلها هي او يأبى التواصل معهم اما مقاطعة اهله ووالديه فلا تستثير فيها ذرة من ضمير او انسانية ، وكم من ازواج استجابوا لكيد نسائهم ولبوا نداء مكرهن وتلطخوا في اوحال العقوق فذاقوا وبال امرهم عقوبة في الدنيا فتدهورت احوالهم وساءت ظروفهم فكان جزاؤهم من جنس عملهم ، فضلاً عن العقوبة والجزاء الاليم الذي ينتظرهم في الآخرة... اليس هذا عنفا وضربا اشد واعتى من ضرب السهام والسيوف ؟
 
عنف حضاري !!!
لاننا في القرن الواحد والعشرين ، ولاننا والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه نواكب التطور والمدنية والعصرية بشتى اشكالها وصورها حتى صورها الدميمة والسيئة والتي لا يقبلها الذوق السليم. ولان الامر كذلك فانه يروق للبعض ان يتماشى مع متطلبات هذا العصر وما تقتضيه العصرية والعالم المنفتح !! حيث تعتمد بعض الزوجات اسلوبا حضاريا يتماشى ومفهوم المساواة والحرية التي تنادي بها الجمعيات النسائية وانصار حقوق المرأة وهذا الاسلوب يرتكز على قاعدة ( ان تكن .. أكن ) ... وإلا ... فليس احد احسن من احد ولا لاحد فضل على احد ، فهي ترفع صوتها امام زوجها ان رفع صوته وتتبادل معه الكلمات واحيانا اللكمات لسان حالها يقول ( واحدة بواحدة والبادي أظلم ان تحترمني احترمك وان تأتي معي لزيارة اهلي اصل أهلك .
وان ترفع علي احدى عينيك ارفع عليك كليهما ، وان ترفع علي يدك ولو مازحاً فان عنوان الشرطة لدي وستكون نهايتك في الشارع وسأمنعك بقوة القانون حتى من التواجد حول البيت ) . وتراها تمارس العنف النفسي والشعوري معه ليصل ذروته فتتمنع منه وتحرمه من ممارسة حقه الشرعي كزوج اذا زل معها او اخطأ بحقها او رفض تلبية طلباتها اولاً بل ومنهن من تشترط عليه ان يلبي طلباتها حتى تسمح له بممارسة حقه الشرعي ، ويصل الامر في بعض الاحيان ان ترفع ضده قضية اعتداء جنسي لدى الشرطة ان مارس زوجها حقه بغير ارادة او رغبة منها ... اليس هذا عنفا وضربا اشد واعتى من ضرب السهام والسيوف ؟
 
طعن من الخلف
وتستمر كاميرتنا في التقاط صور التعنيف والظلم بحق الزوج والتي احيانا تتعدى ضرب المشاعر والنفسيات لتصل الى ضرب الكرامة والطعن من الخلف وذلك بافشاء سره واظهار عيوبه ومساوئه امام الآخرين ، وتكون ضربات هذا الطعن بالذات اشد ايلاما عندما تتحدث عنه بأدق التفاصيل التي تحدث بينهما ، فيصبح هذا الزوج وكأنه كتاب مفتوح يقرأه الجميع ولا يخفى عليهم من امره خافية ، وان منهن من تكفر العشير ( الزوج ) وتكثر اللعن ، كما اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتتحدث عنه باحاديث ملفقة وتصفه للناس بصفات سيئة ربما ليست فيه ولا تليق بشخصيته ليفقد بذلك ثقتهم واحترامهم وتقديرهم ويصبح (علكة ) في افواههم واذا مر من امامهم تلاحقه نظرات السخرية والازدراء وتلوك سمعته الالسن وتصفه بكذا ..وكذا وقد يمارس اسلوب الطعن من الخلف بصورة اخرى وبوجه آخر عندما تقوم الزوجة باستقبال اصدقاء زوجها او اشخاص من غير محارمها وذلك بغياب هذا الزوج عن بيته ومن غير علمه تعتقد بان الامر عادي وطبيعي ( ما حدا بُوكل حدا ) واذا علم الزوج بذلك وثارت ثائرته تقيم الدنيا على رأسه وتتهمه بالجنون او بالغيرة الشديدة بل وأكثر من ذلك تتهمه بالتعقيد والاضطراب النفسي وعدم الثقة بنفسه وبالآخرين .
 
مستهلكة مبذرة
وهذا وجه آخر من اوجه العنف ضد الرجل قد تتمادى به الزوجة لتغرقه في ديون لا قبل له على سدادها ، فصور الاستهلاك المخيف وتبذير الاموال في شراء ما يلزم وما لا يلزم اصبح ظاهرة مرضية لدى العديد من النساء اللواتي يردن مسايرة العصر بكل سلبياته ، فكل يوم بضاعة جديدة وكل يوم منتوجات جديدة من ازياء واحذية واثاث وادوات منزلية وادوات زينة وتحف ( وموكيت ) وسجاد وبالطبع فان الزوجة ومن اجل الوجاهة الاجتماعية ومن اجل ان يشار لها بالبنان بان بيتها على احدث طراز فانها تنكب على ثقافة الاستهلاك المجنون الذي لا يرهق فقط ميزانية الاسرة بل ويرهق اعصاب زوجها وتفكيره وجسده ويجعل حياته جحيما كيف لا وهو المطلوب منه ان يواصل عمله للكد بالليل والنهار بل واكثر من ذلك فان الامر يتطلب منه الاستدانة من البنوك لتوفير كل متطلبات زوجته التي لا تشبع ولا تقنع ولا تقف باستهلاكها عند حد .. اليس ذلك ضربا اشد واعتى من ضرب السهام والسيوف ؟
 
ولكن ... ما هي الاسباب ؟
يشير احد الباحثين الى ان السبب في عدم تنبه المرأة لوجود بعض العنف في شخصيتها يكمن في ان الاعلام وبكل قنواته وكذلك المراكز النفسية تتحدث دائماً عن العنف الموجه ضد المرأة مما يجعلها في منأى عن هذه التهمة وبالتالي لا تتنبه لتصرفاتها وكلامها مع زوجها متناسية العنف الذي توجهه الى الرجل والذي - في غالب الاحيان - يؤدي الى عنف مضاد .
وهناك رأي آخر في تعريف العنف يقول : ان العنف لغة التخاطب الاخيرة الممكنة مع الواقع والآخرين حيث يحس الانسان بالعجز عن ايصال صوته والاعتراف بكيانه وقيمته ، وربما تواجه المرأة مثل ذلك في مجتمعها او في بيتها ومع زوجها مما يؤدي بها الى استخدام وسيلة العنف .. وايا كان فان العنف مؤشر على ضعف الشخصية ونقصان في رباطة الجأش وتوازن السلوك ، كما ان لتربية الاسرة وسلوكيات الابوين اثرا بالغا على تحديد شخصية ابنائهما اذ يتأثر الابناء بسلوك آبائهم وخصوصاً تقليد الفتيات لسلوك امهاتهن فان نشأن مثلا على الشتائم ، فقد يستعملن هذا الاسلوب عند حياتهن الزوجية وايضا فان الانانية وحب النفس سبب من اسباب العنف وكلما زادت الانا زاد العنف.
وحول العنف عند المرأة يقول الاخصائي النفسي اسامة قندس : يجب ان نكون دقيقين في التعبير فالعنف هو العنف سواء عند الرجل والمرأة واساليب العنف التي قد يستخدمها الرجل هي نفس الاساليب التي قد تستخدمها المرأة باستثناء العنف الجسدي ، لأن حسب تكوينه الجسمي هو الاقوى في هذا المجال ، ولكن النظرة الاجتماعية للطرفين تكون مختلفة ، فإذا كان الرجل هو المعنِّف فان ذلك مقبول اجتماعيا ( لا نقصد بذلك تأييداً او مناصرة ) .
اما اذا كانت المرأة هي المعنفة حيث تضع الرجل في دائرة الخنوع فان النظرة الاجتماعية المبنية على العرف والتقاليد لا تتقبل هذا الامر ، بل ترى في امرأة كهذه انها متسلطة مسيطرة لا تمتاز بالصفات الانثوية .

واذا اردنا ان نبحث عن اسباب العنف عند الرجل والمرأة ، فان هناك اسبابا كثيرة لا يمكن حصرها ولكن للتربية دوراً كبيرا في تحديد سلوك الانسان والتي قد تكون هي الاساس في انشاء شخصية عنيفة للرجل او المرأة وممكن ان تعبر عن اسباب العنف بانها نابعة عن ضائقة او ظرف غير عادي تعيشه المرأة او الرجل ويؤثر تأثيرا سلبيا على الهوية الذاتيه والذي قد يؤدي الى اللجوء الى العنف .

وحول العنف الزوجي يقول الدكتور حسان المالح ( استشاري الطب النفسي ) :
يبدو ان العلاقات الزوجية لا تقوم على العطاء والحب والتبادل والعيش المشترك والسلوك التعاوني فقط .. ففي العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة ملامح متنوعة من السلوك العدواني ومن العنف تختلف في درجتها وشدتها وتكرارها .. وايضا في آثارها من علاقة لأخرى ووفقا للظروف والبيئة والمحيط والثقافة التي تعيش فيها هذه العلاقة.
وتتعدد اشكال العنف ودرجاته بين الزوجين .. واخف هذه الاشكال تقطيب الحاجبين وعدم الاستحسان لكلمة او فعل من الزوج او الزوجة تجاه شريكته او شريكها .. والمخالفة في الرأي حول موضوع معين ..والتهكم والممازحة الثقيلة .. والتأجيل والتسويف والممطالة لفعل ما يطلبه الشريك الزوجي او يرغب فيه ، وايضا النسيان وعدم الانتباه لما يرضي الشريك ، وكل ذلك من السلوكيات اليومية المقبولة عموما والتي تزعج الطرف الآخر وتثير غضبه او انزعاجه ، ويجري تدارك نتائج ذلك بشكل او بآخر مثل الاعتذار او اعتبار ما حدث من قبيل سوء التفاهم او المزاح والدعابة ، وغيره مما يمكن له ان يعدل من نتائج السلوك العدواني مثل تقديم هدية او تحضير عشاء لذيذ وغير ذلك ...

واشكال العنف الزوجي الاكثر شدة تتضمن رفع الصوت واشتداد حدته ثم السخرية والتعيير والسباب والشتائم ، وهي جميعها اشكال من السلوك العدواني والاذى يقوم به احد الطرفين ويستدعي الدفاع او الهجوم المعاكس من الطرف الآخر .
والعنف الجسدي يعتبر اشد درجات العنف ، وهو خطر ويشمل البصق والقرص والعض وغرز الاظافر في جسد الآخر ، والصفع والدفع وتوجيه الضربات واللكمات بالايدي والارجل ، ورمي وقذف اشياء مختلفة تجاه الآخر ، والتهديد باستعمال الادوات الحادة وغير الحادة او استعمالها ومحاولات الخنق والقتل وغير ذلك ..
وبالطبع فان الرجل هو الذي يقوم بهذه السلوكيات العدوانية الخطيرة في الغالب وفي بعض الحالات يمكن للمرأة ان تقوم بها.

صور..... وآراء
اشراقة رصدت بعض الصور الحية وبعض الآراء حول سلوكيات تقوم بها بعض الزوجات ترى فيها نوعاً من العنف بحق الازواج :
1) عاد الزوج وسأل زوجته عن الطعام وهي لم تحضره بعد لماذا يا زوجتي؟ فأجابت الزوجة اذهب واحضر لنا طعاما جاهزاً فليس لدى مزاج لاعداد الطعام .
2) من الزوجات من تعاير زوجها بأنها ملأت البيت بالاثاث والادوات المنزلية وتسائل زوجها ماذا فعلت لي وماذا احضرت ...
3) هناك من الزوجات من تعتقد ان الزوج بحاجة فقط للطعام والمنام وتهمل الحديث معه ومراعاة همومه والامور التي تزعجه في حياته اليومية .
4 ) من الزوجات من يعود زوجها في آخر اليوم من عمله منهكا من التعب وهي ما زالت منغمسة في اعمالها المنزلية والماء على الارض فيعلو صوتها (لا تدخل انت لا تراعي ولا تشعر ولا تقدر عملي) وقد امضت يومها في ديوان القهوة مع الجارات والسلفات او في مشاهدة برامجها المفضلة بحيث يحلم الزوج في اثناء يومه باللحظة التي يدخل فيها البيت للراحة.
5) من الزوجات التي لا ترغب بزيارة اهلها الا في اللحظة التي يحتاج بها الزوج للراحة او الجلوس معها في البيت او في يوم عطلته الاسبوعية فتجدها في مكان وهو في مكان .
6) من الازواج الذين ظروف عملهم تتطلب غيابا عن البيت فتجد الزوجة نفسها ضعيفة وعاجزة امام مشاكل الاولاد وتنتظر عودته حتى تنهال عليه بقذائفها الصاروخية .
7) الاوضاع الاقتصادية الحالية الصعبة منعت فرص العمل امام الكثير من الازواج فمن الزوجات من تفقد صبرها وتبدأ بتجريح زوجها ، انت جالس امامي طوال اليوم كالاثاث انظر فلان يعمل وانظر علان حياته فوق الريح .
8) احد الازواج يقول : احترم زوجتي ام اولادي واحبها وهي كذلك ولكن حين قمت بالزواج من امرأة اخرى ولم اقصر معها ولا مع الثانية ظهرت بوجه آخر وبهدلتني بالشكوى الى الشرطة .

قد تسيطر على الزوجة غيرة شديدة تؤدي بالطبع الى وضعية نفسية صعبة للرجل ، فكونه تحت الرقابة دائما في حركاته وسكناته وخروجه واتصالاته حتى بتفتيش ملابسه وحاجياته كل ذلك يعتبر عنفا بحقه .
* وسائل الاعلام والنماذج النسائية السيئة التي تعرضها في كثير من برامجها لها تأثير فعال على اشكال العنف التي تمارسها الزوجة حيث تقدم لها دروسا بالمجان وبصورة غير مباشرة .
* من الزوجات وحتى تضمن انه لن يتزوج عليها فإنها تسعى لتفريغ جيوبه وتبذير امواله لتجعله كما يقولون ( على الحديدة ).
* قد تستخدم الزوجة اساليب العنف بحق زوجها كرد فعل معاكس مما يقوم به من عنف تجاهها .
فالقسوة الشديدة والعنف المستمر من الزوج قد يؤدي بها الى تبني سلوكيات العنف .
* قد يكون الزوج ضعيف الشخصية فتستغل الزوجة هذه الصفة فيه الامر الذي قد يؤدي بها الى التعامل معه باساليب التحقير واستغلال المواقف .

المصدر - مجلة البلاغ
 

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6348280 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة