فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

العنف الأسري يدفع الفتيات إلى الهروب

القراء : 2865

العنف الأسري يدفع الفتيات إلى الهروب


البردولي: حالات متكررة... والخلل في التربية
أكثر من بلاغ شهريا عن هروب الفتيات، حالات هروب متكررة، بعض الفتيات يهربن كل أسبوع، وبعضهن لا يستجبن للتوعية.
لماذا تهرب الفتاة من بيتها؟ ومن تحت السقف الذي يظلل عليها؟ من الحضن الدافئ الذي يحتويها؟
العنف الأسري أحد أسباب هروب الفتيات، هذا ما تكشف عنه الحالات التي تعرض على المحققين في مركز شرطة المحرق.
والغريب أن في أكثر هذه الحالات الأم هي مصدر القسوة، وهي التي لا تتفهم بناتها، والتي تدفعهن - ربما عن غير قصد - إلى الهروب.

"هروب الفتيات ربما لا يعد ظاهرة في البحرين، ولكنه أكثر المشكلات التي نعاني منها"
هذا هو رأي ضابط التحقيق في مركز شرطة المحرق الملازم مريم البردولي. وما وجه المعاناة في هذه الحالة؟
- لأنها مشكلة بلا حل، ولا نمتلك أية إجراءات قانونية تتخذ ضد الهاربة، هذا على خلاف هروب الخدم الذي تتخذ فيه إجراءات قانونية محددة من قبل إدارة الهجرة والجوازات.

التدليل والقسوة
وما أهم الأسباب التي تدفع الفتاة إلى الهروب؟
- الإفراط في التدليل أو الإفراط في القسوة، دافعان يؤديان إلى النتيجة ذاتها، فالفتاة المدللة التي لا يقوى الأب حتى على سؤالها عن وجهتها، تهرب من البيت لأنها تعيش مع أب ضعيف الشخصية تعرف انه لن يتخذ أي إجراء رادع تجاه سلوكها وهذا ما يجعلها تهرب من البيت لأنها تدرك جيدا انه ليس هناك من سيحاسبها على إساءة الحرية، أو الحب، وقد تكون القسوة والتعامل الجاف سببين في الهروب، عندما تشعر الفتاة بالقسوة عليها في هذه المرحلة، وتميل عاطفيا تجاه شاب ربما تهرب إليه.
وهل رأيت مثل هذه الحالات؟
- نعم رأيت حالات متكررة لهروب الفتيات لأنهن يعشن مع أب ضعيف الشخصية يلبي لابنته كل ما تطلب، ولا يقوى على التدخل في أقل شئونها، ورأيت حالات أخرى قسوة الأم دفعت الفتاة إلى الهرب.

طبيعة المرحلة
وكيف تقسو الأم على ابنتها؟
- هي ليست قسوة بالمعنى المفهوم ولكن بعض الأمهات لا يفهمن طبيعة مرحلة المراهقة التي تمر بها الفتاة، ما يجعلهن يتعاملن معهن بقسوة، إذا فهذه القسوة ليست متعمدة ولا تتعارض مع حنان الأم الذي نعرفه جميعا، ولكنها تنبع من خوف الأم على الفتاة في هذه المرحلة، أعرف أما كانت تمنع ابنتها من الخروج تماما، حتى من الوقوف بالقرب من الباب، وتسمح لها بمشاهدة بعض البرامج التلفزيونية فقط، وتراقبها بصرامة خلال حديثها هاتفيا، وماذا حدث بعد كل هذا الضغط هربت الفتاة للتخلص من قسوة أمها، إحدى الهاربات قالت لي: "أعامل في البيت كما لو كنت خادمة، فلماذا أعود إلى هذا البيت الذي أعذب فيه؟ يكفي أن تعرفوا ان هناك أبا زوج ابنته مرتين وهي لاتزال لم تتجاوز الخامسة عشر من عمرها!
 
وكيف تتعاملون مع هذه الحالات؟
- لو كان السبب الذي دفع الفتاة إلى الهرب هو قسوة الأسرة عليها، أو شعورها بذلك ربما نستطيع حل هذه المشكلة من خلال التفاهم مع الأسرة على أسلوب مختلف في التعامل مع الفتاة، وكثيرا ما ننجح في ذلك ولكن إذا كان السبب يكمن في ضعف شخصية الأب هنا تكون المشكلة أكبر، لأننا لن نستطيع حل سلوك ترتب على ضعف شخصية الأب وعدم خوف الفتاة منه، واعتيادها على التدليل المفرط.

بيت جدتها
وأين تذهب الفتاة عندما تهرب؟
- بعض الفتيات لا يملكن وجهة محددة، فهن يتسكعن في الشوارع، ودوريات الشرطة تعثر عليهن بسهولة كبيرة، وبعضهن "ينخشون" في بيوت أقاربهم من دون علم الأقارب، على سبيل المثال تذهب الفتاة لتختبئ في سطح بيت جدتها أو ما شابه، وهناك من تذهب إلى بيت صديقتها، وهناك من تكون على علاقة بأحد الشباب فتذهب لتعيش معه في بيته.
 
وما الإجراء الذي تتخذه الشرطة عندما تتسلم بلاغا عن هروب فتاة؟
- في البداية أحب أن أؤكد أن هروب الفتيات لا يعد ظاهرة في البحرين، وربما لا تتجاوز عدد حالات الهروب - في مركز شرطة المحرق - أكثر من حالتين شهريا، ولكن ما نعاني منه هو تكرار بعض حالات الهروب، وليس زيادة عدد الحالات، فبعض الفتيات يتكرر هروبهن من البيت، حتى ان هناك من تهرب أسبوعيا، ونتسلم بلاغا أسبوعيا من الأب، ونقوم باجراءاتنا كاملة خوفا من إصابة الفتاة بمكروه.
عندما نتسلم البلاغ نقوم بتعميمه على جميع مراكز شرطة المملكة بمواصفات الفتاة، وبيانات هروبها ونقوم بارسال التعميم إلى إدارة التحقيقات الجنائية التي تقوم بدورها بتعميم هذا البلاغ على جميع مراكز شرطة المملكة، وعلى الدوريات الخاصة والعامة، وأذكر ان مركز شرطة مدينة حمد عثر على فتاة تم التبليغ عنها في مركز شرطة المحرق، إذا فجميع الجهود تتضافر من أجل العثور على الفتاة الهاربة.

الطب الشرعي
ومتى تحول الفتاة على الطب الشرعي؟
- عندما يبلغ عن مواقعة شاب لها، في هذه الحالة تعد القضية جنائية حتى ولو حدثت المواقعة برضاها إذا كانت الفتاة أقل من 16 عاما، ونقوم فورا بإخطار النيابة العامة، ويتم ضبط المتهم بمواقعتها، وتحول لفحص الطب الشرعي للتأكد من صحة البلاغ.
 
وما دور المحقق في هذه الحالات؟
- نشعر الفتاة الهاربة من خلال التحقيق إننا متعاطفون معها بهدف معرفة السبب الحقيقي الذي دفعها للهروب، وعدم تكرارها للهروب مرة أخرى، بعضهن يكون السبب ينحصر في طبيعة المرحلة التي تمر فيها الفتاة، وامتلاك الفتاة لوقت فراغ كبير يجعلها تبحث عن العلاقات العاطفية التي تعتقد انها الحل، وانها ستجد من يفهمها، هناك فتيات يتعرضن للضرب من قبل أسرهن، وقد تضغط الأم على ابنتها في الأعمال المنزلية رغبة منها في جعلها ربة بيت للمستقبل، هذا التعامل يجعل الفتاة تعتقد أن أسرتها لا تحبها وربما يدفعها هذا إلى الهرب.
 
وهل هناك أسباب أخرى؟
- لا نستطيع إنكار ان هروب الفتاة يعني أن هناك خللا في التربية، وخللا في توصيل الوعي سواء كان وعي الأسرة أم وعي الفتاة بنتائج الهرب، فالتربية هي أساس كل شيء، وليس يعني أن تتعرض الفتاة لضغط نفسي أن تهرب من أسرتها، ولكن أساليب التربية الخاطئة تجعل الفتاة هشة ولا تحتمل الصمود، أو مدللة وترفض تحمل أية مسئولية وتعتقد انها حرة وان في الهرب حلا لمشكلتها.
كمين

وما الحالة التي لا تنسيها أبدا؟
- فتاة تعرضت لتجريح من والدتها، فهربت من البيت وكلما اقتربنا من الوصول إليها وعرفنا مكانها هربت منه، وأخذت تنتقل من بيوت الشباب رغبة في الهروب من الشرطة، وعندما تحدثت معها هاتفيا وطلبت منها المجيء إلى المركز للتفاهم معها قالت: "كيف أعود إلى البيت بعد ما جرحتني أمي بكلمات لا استطيع وصفها، ورفضت العودة، واضطررنا إلى عمل كمين لها وتم القبض عليها".
 
وحتى نحد من هذه المشكلة هل هناك حل رادع؟
- في رأيي ان التوعية بشتى وسائلها يمكن أن تحل مشكلة الهروب المتكرر الذي نعاني منه، فلو عرفت الأسرة كيف تتعامل مع بناتها، والأسلوب الأمثل في التربية، ولو عرفت الفتاة إن الهروب هو خلل في الشخصية، لو اقتنعت بذلك لحل جانب كبير من هذه المشكلات.
إذا المشكلة هي مشكلة وعي وهذا يعني تضافر جهود، وتحرك سريع تجاه حل هذه المشكلة، فلو كان اليوم هروب الفتاة البحرينية من بيتها لا يعد ظاهرة، فلا أحد يدري ماذا سيحدث في المستقبل إذا لم نتحرك سريعا.

أرقام تحكي
- اختفاء 60 مليون امرأة عن التعداد السكاني في العالم سنويا بسبب العنف الأسري هذا ما أكدته المؤشرات والإحصاءات العالمية من قبل تقرير منظمة الأمم المتحدة جاليونيسيفة للعام ،2000 إذ ثبت أن امرأة واحدة من بين اثنتين تتعرض لانتهاكات جسدية وجنسية داخل بيتها.
- في قضية نادرة على غرار ما يحدث في أميركا: الادعاء العام الكويتي يطالب بفسخ حضانة أب لابنه بسبب تعذيبه له، صبي كويتي لا يتجاوز عمره الحادية عشرة سنة يعاني ويلات العذاب والضرب المبرح، على يد والده بعد أن حصل على حق حضانة ابنه بعد انفصاله عن زوجته، إلا أن الادعاء العام الكويتي وللمرة الأولى قاضى الأب وطالب بفصل حضانته عن ابنه بعد لجوء هذا الأخير أكثر مرة إلى السلطات الأمنية. 

_جريدة الوسط البحرينية / 11 مايو 2004
   
 

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6356995 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة