فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الثقافة الجنسية لدى الأطفال من يتولاها الأبوان أم الوسائل الأخرى؟

القراء : 2086

الثقافة الجنسية لدى الأطفال من يتولاها الأبوان أم الوسائل الأخرى؟

ندوة الثلاثاء بجريدة الرياض
الثلاثاء 25/1/1428هـ

أدار الندوة - حمد الفحيلة
الضيوف المشاركون:
- د. نزار حسين الصالح أستاذ علم النفس - جامعة الملك سعود
- أ. يحيى جابر البشري باحث في مجال الطفولة
- أ. عبدالرحمن عبدالله الصبيحي أخصائي نفسي - عضو اللجنة الوطنية للطفولة
- أ. عبدالله سليمان المسعود مدير إدارة التأهيل - وزارة الشؤون الاجتماعية

الأطفال والثقافة الجنسية بين الرفض والقبول
- هل هناك ثقافة جنسية خاطئة لدى الأطفال وما التوضيح الفسيولوجي للمراحل في سن الطفولة.
- ما السن المناسبة لاعطاء معلومات عامة عن الثقافة الجنسية في الطفولة؟
- ما الواجب على الأبوين تجاه الأبناء في سن الطفولة المتأخرة لتزويدهم بثقافة عمومية في النواحي الجنسية؟
- ما الواجب اتباعه في المدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام حيال هذا الموضوع؟
- ما الذي يترتب عليه أو ما الآثار السلبية في ثقافة جنسية خاطئة.
وكم المعلومات المفروض تزويدها للأطفال وفي أي عمر وما المؤثرات والعوامل في حياة الأطفال ولمَ نتحرج من تعليم أطفالنا في ذلك؟
هي تساؤلات أحدثناها بأنفسنا وبالفعل أصبح من الصعوبة بمكان أن نزيحها في هذه الندوة نريد أن نزحزح لو بعضها.

@ "الرياض": كتوطئة للندوة هل هناك ثقافة جنسية خاطئة لدى الأطفال وما السن التي من المفترض أن ننطلق فيها لاعطاء ولو جزئيات بسيطة عن الثقافة الجنسية؟
- د. نزار الصالح: بطرح هذه القضية قد تكون محاولة للوصول إلى النقطة الأبعد من التي نريدها فقد يهيأ للسامع أن الثقافة الجنسية هي أنه لا بد أن يثقف الطفل بهذا المعنى وبهذا المسمى. وأنا من وجهة نظري أن الثقافة هي مهارات مكتسبة، يكتسبها الطفل من خلال معايشته لأسرته وأيضاً من خلال احتكاكه بالمجتمع والمؤشرات في البيئة التي يعيش فيها. ومن ثم يأتي دور المدرسة كبيئة أكاديمية منظمة لهذه المعلومات الجنسية بشكل نهائي ونختم الثقافة الجنسية في المرحلة الجامعية التي أتوقع أن لها أيضاً دوراً كبيراً في تثقيف الشباب المقبلين على الزواج ببعض المعلومات. إذاً ليس هناك شيء معين نقول إنه شيء نخاف منه أو حاجة لا بد أن يتعلمها بشكل معين، إنما هي مهارات يمر بها الطفل خلال مراحل حياته المختلفة. والطفل الذي أعنيه من وجهة نظري هو من سن الثلاث سنوات، حيث لا بد أن يعرف الفرق الجنسي بين الذكر وبين الأنثى. وهذه ثقافة جنسية لا بد أن يعرفها وألا يخلط بين الهوية الجنسية بين الأطفال، فمنذ ثلاث سنوات يبدأ المنزل بإفهام الأطفال بأن لهم جنساً مختلفاً وأن هناك ذكراً وأنثى وأن كل واحد منهم لا بد أن يحافظ على سرته وعلى التعامل مع هذا الشيء بما يتلاءم مع العادات والتقاليد والحلال والحرام. هذه الأمور مهمة جداً ويجب أن نبدأ بها من مرحلة الطفولة المبكرة جداً.

- أ. عبدالرحمن الصبيحي: في البداية أود أن أشير إلى تعريف الطفل المحدد دولياً وهو من بداية ولادته حتى سن الثامنة عشرة، هذا حسب التعريف الدولي. والكثير من الناس يعتقد أننا حينما نقول طفل أننا نقصد سن ما قبل ا لمدرسة أو على الأقل الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، وهذه معلومة وفيها نوع من اللبس. إن الكثير من الأسر تخلط بين الجنس كمصطلح بمعنى الممارسة الجنسية وبين الثقافة الجنسية أي تعليم الأطفال ما يجب أن يتعلموه لاستغلال هذه الغريزة التي منحها ووهبها الله للإنسان بطريقة صحيحة لا تؤثر على حياته وقبل ذلك ألا يعصي ربه، لأن قضية الجنس قضية حساسة جداً ترتب عليها أمور كثيرة فلذلك حرمها الإسلام خارج إطارها الشرعي. وهذا الخلط الذي حدث لدى الكثير من الناس جعلهم يحجمون عن الحديث لأبنائهم حول هذا الموضوع، وبذلك ترتب عليه انه حتى الجهات التعليمية أو التي يقوم عليها في الأساس من يعولون الأطفال نقلوا هذه الثقافة إلى قضية المناهج وكل ما يتعلق بالتعليم فأصبح ليس من المرغوب فيه أن تثار هذه القضايا كناحية تعليمية وإن كانت قليلة في المجتمع السعودي لكن هناك بعض المدارس الأهلية أو في مجال رياض الأطفال لديها مناهج متخصصة لتعليم الطفل بعض القضايا الجنسية وخصوصاً التي تحميه من الايذاء الجنسي أو الاعتداء الجنسي من الآخرين في بلاد عربية.
 
- أ. يحيى البشري: إن قضية الأمور الجنسية المرتبطة عموماً والمرتبطة بالأطفال خصوصاً منها أمور تثير نوعاً من الحساسية والرغبة في الابتعاد عنها وعن مناقشتها من المجتمعات الشرقية المحافظة بشكل واضح. هذا الابتعاد فيه جزء منه نتيجة عن جهل بأمور الدين، لأن حتى الدين الإسلامي يحثنا على تبصير المؤمن عموماً في جميع مراحل حياته بما يستجد في حياته ومنها الأمور الجنسية. والأمور الجنسية لا شك أنها مرتبطة بالمرحلة العمرية وبالقدرات العقلية للطفل نفسه وثقافة الأسرة وشخصية الطفل بشكل عام. كل هذه العوامل تؤثر على متى نبدأ مع الطفل في مناقشة هذه الأمور. ولا بد أن نفرق بين أن هناك معلومات جنسية عامة مثل التفرقة في الجنس وستر العورة وبين التربية الجنسية وهي أكثر عمقاً وتكون في مراحل متقدمة وتكون عند البلوغ، ومنها أنه حينما تظهر علامات البلوغ عند الولد وعند البنت يجب توضيح هذه العلامات من قبل الوالدين أو من يستطيع مناقشة مثل هذه الأمور الحساسة كما ذكرت مثل الاخوة أو الاخوات كل جنس على حدة والتعريف بالفائدة من هذه العلامات والغرائز ولماذا أوجدها الله سبحانه وتعالى وأنها مثلها مثل الأكل والشرب والتنفس، فهذه أمور غريزية مهمة بالنسبة للإنسان لاستمرار الجنس البشري. كذلك يجب اعطاؤهم بعض الأمور التي تساعدهم في حياتهم منها التفريق في المضاجع كما حث على ذلك ديننا الإسلامي، وأنه في مرحلة من المراحل كما جاء في أمر الصلاة وعند العاشرة التفريق بينهم في المضاجع، كذلك قضية المسافات والحدود المكانية بين الطفل والآخرين. فينبغي أن نبلغ الطفل في سن المراهقة بأن حدوده مع أمه وأبيه غير حدوده مع اخوانه الآخرين وغير حدوده مع السائق أو المعلم، فإذا التصق بأمه أو أبيه لا يجوز أن يلتصق بالمعلم أو السائق مثلاً. لأن هذه هي الأمور التي تنمي خصوصية الفرد سواء كان ذكراً أو أنثى في هذا الجانب، وتنمي عنده الجوانب الجنسية. وأخيراً تهذيب هذه الغريزة عند الطفل وأنها شيء لا بد أن يلبى، ولكن يلبى بشكل شرعي من خلال الزواج الشرعي.
 
- أ. عبدالله المسعود: لعلي أولاً أبدأ بتعريف التربية الجنسية قبل الدخول في الموضوع، إن التربية الجنسية في قاموس علم النفس تعني استخدام الوسائل المساعدة على معرفة وتوضيح الخصائص الإنسانية المرتبطة به. كما تهتم بشكل خاص بالأبعاد النفسية والتربوية الشخصية في علاقاتها مع ذاتها وعلاقاتها مع الآخرين. وهي أيضاً اعطاء الطفل الخبرة الصالحة التي تؤهله لحسن التكيف مع المواقف الجنسية في مستقبله وحاضره اعتماداً على التعليم والايحاء.
أؤيد الأستاذ عبدالرحمن فيما ذهب إليه حول بداية تعليم الطفل بالثقافة الجنسية منذ سن السنة إلى الثلاث سنوات أي المرحلة التي يقوم فيها بالممارسة الخاطئة مثل لمس واللعب بالعضو التناسلي، وهذه من الأمور والسلوكيات الشاذة. والثقافة الجنسية مرتبطة بالمراحل الأولى، فمثلاً ابتداء من سن الثلاث سنوات يجب تعليم الطفل نظافة المناطق التناسلية، لأن هذه المناطق لها خصوصيتها وحرمتها ويجب معرفة كيفية التعامل معها بعناية. من سن الثلاث سنوات إلى سن السبع سنوات هذه هي مرحلة الإجابة على التساؤلات، حيث يبدأ الطفل بالسؤال عن مثلاً
كيف أتيتُ؟ فإذا أجيب أتيتَ من بطن أمك فيقول كيف دخلت أساساً في بطن أمي، هذه أسئلة ترد في الغالب من الأطفال المتميزين.
وفي الحقيقة أن التعامل مع مثل هذه التساؤلات مهم جداً، فبعض أولياء الأمور يقابل الطفل إذا سأل مثل هذه الأسئلة بالقمع ويقول له هذا عيب وخطأ ولا تسل مرة أخرى هذه الأسئلة ويوبخه أحياناً، لذلك يجب أن نبسط الإجابة حتى يفهم عن طريق قصة أو عموميات وعادة نبدأ بطريقة تناسل الحيوانات لكي نقرب المفهوم للطفل بالنسبة للعملية الجنسية للبشر.
ولهذا السبب أثبتت الدراسات أن الطفل في المناطق الريفية تكون تساؤلاته حول موضوع الجنس قليلة ويعرف الإجابة عليها لأنه يعيش وسط الكثير من الحيوانات ويرى الحيوانات تتناسل على مرأى من الجميع.

@ - (الرياض): مأ تأثير النواحي الفسيولوجية في الثقافة الجنسية لدى الطفل وما يترتب على ذلك من ناحية نفسية؟
- د. نزار الصالح: إن الكلام الذي عرض فيما يتعلق بالأمور التي يجب الاهتمام بها في الثقافة الجنسية المحدودة جيد، لكن المهم الآن هو أننا لا بد أن نفهم ما يتعلق بالخصائص، إن الطفل حينما يولد يحتاج إلى ثلاث سنوات من النضج العقلي والاجتماعي والانفعالي لكي يدرك الأمور وأن يملأ المرحلة الاستكشافية لعمره بمعنى أنه عندما يكون عمره سنة غير حين يكون سنتين أو ثلاث سنوات أو أربع سنوات أو خمس سنوات، في السنة الأولى ليس لديه اهتمامات كثيرة فيما يتعلق بالناحية الجنسية، أي أنه يحتاج إلى أن يتعرف على أمور بسيطة مثلاً التفريق الوالد والوالدة ويعرف أن هذه أم وهذا أب.
ويعرف أن هذا أخوه وهذه أخته، هذا معلومات أقصى ما يمكن أن يعرفها الطفل في السنة الأولى من عمره، وفي السنة الثانية حينما يبدأ يتكلم ويتواصل مع الآخرين في حوار وحديث سيبدأ في توجيه بعض الأسئلة البسيطة أو بعض القضايا البسيطة مثل قضية الزواج في الحيوانات أو النباتات أو غيرها، ولكن دون أن يفهم قضية الجنس لا يفهمها ولا يعيها، أيضاً الأمور البسيطة كاختلاف اللون بين البط والبطة، في القصص التي تباع في المكتبات، هذه هي الأمور الجنسية في المراحل الأولى وهي ليست مهمة، إنما المهم فيها أن الطفل عندما يصل مرحلة الثلاث سنوات يكون وصل مرحلة النضج يحتاج فيها إلى أن يعرف أن له هوية جنسية مختلفة عن الآخرين، وبالتالي لا بد أن يحافظ على هذه الهوية أولاً من العبث بحيث لا يعبث بأعضائه التناسلية بشكل عام وكذلك يمنع الآخرين من العبث بأعضائه، لأن هناك مشاكل كثيرة تحدث نتيجة لقلة الرقابة وسوء التربية، فالطفل أحياناً يتعرض لبعض المواقف الجنسية أو التحرش الجنسي الذي ينبه إلى أن هناك شيئاً ما في هذه المناطق وإلا فلماذا تقوم الشغالة أو السائق أو أي شخص آخر يبدأ بالتحرش بهذه المناطق، فابتداء من ثلاث سنوات أو خمس سنوات سيبدأ يدرك أن لديه شيئاً مهماً عنده والآخرون يحاولون التعرف عليه أو يتم التحرش، فمهم جداً أنه منذ دخوله الثلاث سنوات وما بعدها أن نوضح له هويته الجنسية وضرورة أن يحافظ على تصرفاته الجنسية أو سلوكياته الجنسية حتى يستطيع أن يتعامل بشكل صحيح، والمرحلة التي ما بعد الخمس سنوات أي دخوله المدرسة في عمر الست سنوات سنجد أنه سيبدأ يتعامل مع الأمور بشكل منفتح، حيث كان بشكل ضيق في حدود الأسرة والمعارف والآن بدأ يتعامل مع المدرسين أو مع المدرسات إذا كانت بنتاً وسيبدأ نوع من العلاقات أو السلوكيات التي قد تحدث بشكل تربوي أو بشكل أيضاً تحرشي، وسيكون التأثير قليلاً لأن الطفل سيكون على نهاية التسع سنوات أو أكثر، وذلك لأن الطفل لن يعي هذه الأمور ما هي لأن الصورة الذهنية والعقلية عنده لم تكتمل ولا يدرك الأمور الجنسية كما نفهمها بمعنى أن الأب من خلفيته الجنسية ومعلوماته الجنسية يقول لابنه لا تفعل هذا وهذا وهو يعتقد أن ابنه يفهم هذه الأمور في حين أنه إلى سن التسع سنوات يدرك فقط صوراً جزئية لأن الصورة لم تكتمل عنده بعد، يضاف إلى كل هذه الأمور التي ذكرتها هناك النواحي الوراثية ونعرف أنه توجد غدد في جسم الإنسان تمنع الطفل من الرغبة الجنسية صحيح هناك نمو جنسي والأعضاء التناسلية تنمو، لكن ليس لديه رغبة جنسية لأن هذه الغدد تمنع عنده هذا الشعور إلى أن يصل إلى مرحلة ما قبل البلوغ بسنة حتى تبدأ هذه الغدد تنخفض إفرازاتها، وبالتالي يبدأ يدرك الرغبة الجنسية وتتلازم الرغبة الجنسية مع البلوغ، فهذه أيضاً مهمة جداً لأننا نتعامل مع طفل حتى ولو بدرت منه تصرفات جنسية يظل لا يدرك هذا الأمر ولا يقصدها بالمعنى الذي نفهمه، والمشاكل التي تحدث بين الأطفال في الصف الثالث والرابع والخامس الابتدائي، هذه مشاكل تحدث نتيجة لأن الطفل يحاول أن يقلد سلوكيات رآها ربما في مكان ما سواء في الإنترنت أو القنوات الفضائية أو في غيرها ويحاول أن يتعامل معها بشكل تقليدي لا يدركها ولا يستمتع بها لأن القضية هي فقط إثبات وجود وأنه أصبح له نظرة جنسية مختلفة عن السابق في مرحلة الطفولة، من سن تسع سنوات إلى سن ال 12سنة يدخل المرحلة الحرجة، وهي المرحلة البلوغ لأنه في نهاية المرحلة سيصل فيها الطفل إلى مرحلة البلوغ، وبالتالي فإن تصرفاته ستكون محسوبة، وإذا بدرت منه سلوكيات لا بد أن يفهم ويعاقب بأن هذه التصرفات السلوكية إذا كانت خاطئة يجب أن تقوم لأنه صار عنده الدافع الجنسي وأيضاً الأعضاء التناسلية اكتملت وبلوغه المرحلة الخطرة، التي تضح أكثر في المرحلة المتوسطة، وهي سن ال 13، 14، 15ويبدأ يمارس الجنس ويحاول ممارسته، ولذلك ذكرت أنه ابتداء من عمر الثلاث سنوات هو المناسب ليبدأ الطفل فهم هذه العلاقات بشكل مبسط ويجب أن نتعامل مع خصائصه المختلفة ونجاوبه ببساطة واختصار، ثم بعد ذلك يعلم الطهر وكيف يغتسل.
 
- أ. يحيى البشري: إن الدكتور نزار والإخوة فصلوا كثيراً خصوصاً المراحل العمرية من سنة حتى خمس عشرة سنة، والثقافة الجنسية كما سبق وذكر عليها كلام كثير، حيث لدينا معلومات جنسية وهذه المعلومات تعطى في بداية حياة الطفل وكل مرحلة بما يناسبها من معلومات، لأنه كما ذكر الدكتور نزار هناك مرحلة لا تحتاج أكثر من هذه المعلومات البسيطة التي تحدد جنسة وستر عورته وخصوصيته في هذه الجوانب، وأنا أتصور أن هذه لا تمثل مشكلة للوالدين عموماً ولا لدى الأطفال، إن المشكلة هي في مرحلة البلوغ، عندما يصل الطفل مرحلة البلوغ وتبدأ عنده هذه الرغبة الجنسية ولا تكون لديه معلومات وافية وكافية في هذا الجانب عندئذٍ تكون المشكلة على مستوى الأسرة وعلى مستوى المدرسة وحتى على النواحي الدينية والشرعية فتصلي وتصوم البنت وعليها الحيض والولد يصلي ويصوم وعليه الجنابة.
وأمور أخرى كثيرة مرتبطة بالجوانب الشرعية ومرتبطة بالجوانب التربوية. إذاً مرحلة البلوغ هي الأهم وهي التي تحتاج إلى إعطاء معلومات في هذا الجانب وتربية الأطفال من الناحية الدينية، وألا نقتصر فقط على النواحي الفيسيولوجية وأن الولد انتقل إلى مرحلة الرجولة والبنت انتقلت الى ان تكون مهيأة كأم. وهناك تربية من الناحية الدينية ومن الناحية الاجتماعية فيبين للمراهق في هذه السن كونه انتقل إلى هذه المرحلة فإن هذا تطور في حياته ونقلة نوعية في عمره ويبتهج فيها ويعامل على انه أصبح في مرحلة الرجولة اذا كان ولداً ومرحلة الأمومة إذا كانت بنتاً. هذه المعلومات تعطي تصورات إيجابية عند الأبناء والبنات تجاه هذا الجانب. وتربيتهم من الناحية الاجتماعية في المدرسة من حيث تعاملهم مع الآخرين من نفس الجنس أو الجنس الآخر بأن هذه الأمور الغريزية لا ينبغي تفريغها بشكل أو بآخر غير صحيح وإنما بالتفريغ الصحيح من خلال الزواج في السن المناسبة ويصل إلى المرحلة المناسبة ويستطيع أن يكون أسرة وليس فقط الدافع الغريزي هو السبب للزواج.
 
- أ. عبدالله المسعود: سأتحدث عن المرحلة الحرجة والتي ذكرها الدكتور وهي مرحلة المراهقة، وأؤيد ما ذكر حول عدم اقتصار التربية على المعلومات الفيسيولوجية. فيجب ان نبدأ بشرح معنى الزواج والنكاح، الحيض، هذه الأسئلة إذا لم نجب عليها فسيجد الاجابة من الخارج. ايضاً يجب ان يكون هناك تخصص بالنسبة للأب والأم، فتتولى الأم تربية البنت جنسياً والأب يتولى تربية الولد جنسياً. ولدينا في المجتمع السعودي خصوصاً قصور واضح من قبل الأبوين في تربية الأبناء جنسياً، ولا أعتقد ان هناك من يختلف على هذا. وطبعاً أمور الحياة وانشغال الأب بها هو السبب، وهذا الأمر قد يكون له نتائج سلبية على تربية الأبناء.
 
-أ. عبدالله الصبيحي: أولاً أنا لدي بعض الردود البسيطة على الدكتور نزار وعلى الأستاذ عبدالله. لقد تطرقتم إلى موضوع ان بعض الأمهات لا يستطعن ان يتحدثن مع أطفالهن حول الثقافة الجنسية وكذلك الآباء، وهذا مشاهد وكما أشار إلى ذلك الأستاذ عبدالله وقال ان هناك قصوراً شديداً من الآباء وان نقل الثقافة من الوالدين الى الاطفال في المجتمع السعودي يكاد يكون منعدماً للأسف الشديد. ولذلك أنا أقولها بدون تحفظ بأن الثقافة الجنسية لدى الطفل السعودي مع الأسف تكتسب من الشارع. أما الطفل الذي لا يخرج إلى الشارع فإنه يكتسبها من زملائه في المدرسة، وهذا هو المشاهد على جميع الأصعدة. بالنسبة للأهل الذين لا يستطيعون أن يناقشوا مع أطفالهم قضايا الثقافة الجنسية هناك بدائل، وأول تلك البدائل هو الاخصائي النفسي الذي يستطيع بحكم تخصصه المهني ان يجلس مع الطفل في جلسات ارشادية يوضح له فيها جميع قضايا الثقافة الجنسية، وكذلك بالنسبة للبنت تجلس مع اخصائية نفسية. إن الخطورة التي أود الاشارة إليها قبل ان أدخل في الموضوع هي عدم نقل الثقافة الجنسية الى الاطفال أو نقلها بطريقة خاطئة هو مصدر من مصادر المشكلات وخصوصاً ما يتعلق بالشذوذ الجنسي وبعض الأمراض النفسية الأخرى المرتبطة وهذا كما نشاهد نرى بعض الاشخاص الذين يعمدون الى اختطاف الاطفال، وأحد أسباب ذلك هو عدم وجود ثقافة جنسية، أو وجود ثقافة جنسية خاطئة.
كذلك أريد أن اشير إلى موضوع اشار إليه الأستاذ عبدالله المسعود وهو قيام بعض الاطفال باللعب بأحد اعضائهم التناسلية حيث اعتبرها بأنها من السلوكيات الخاطئة، وأنا اختلف معه في ذلك.. ذلك ان الطفل في مرحلة من مراحل عمره يكون لديه حب الاستطلاع بشكل كبير جداً.. وخصوصاً للأشياء التي يعمد الأهل والمجتمع إلى إخفائها وعدم تداولها، لهذا تجد الطفل يبحث عنها ويبحث فيها ويقبلها من أجل التعرف عليها، ويريد ان يعرف ما هو السبب الذي جعل المجتمع يرفض هذه الأمور..
 
- د. نزار الصالح: اعتقد ان الحديث يكمل بعضه بعضاً، ولكن أريد أن أوضح فكرة فنحن الآن في موضوع الثقافة الجنسية نرى ان وسائل الاعلام حريصة جداً على طرح معلومات يتطلب ان يدركها الطفل في عمر معين في حين نجدها تطرح ثقافة رياضية بدون قيود أو تحديد وقت معين، كذلك حينما نأتي ونعلم هذا الطفل جداول رياضية لا نحرص على تحديد عمر معين بل نعلمه من الصغر حتى تتم وتتحقق الأهداف التربوية.
كذلك يجب علينا ألا نركز بإعطاء الطفل بعض الثقافات الجنسية في عمر معين أو حينما يصل إلى 9سنوات مثلاً نعطيه معلومة وحينما يصل إلى 12سنة نعطيه معلومة اخرى، فأنا لست مع هذا الرأي. بل يجب ان نبدأ معه منذ الصغر بأن هناك شيئاً جنسياً أي أنه يختلف عن جنس آخر هذا شيء، والشيء الآخر هو أن نعمل على ربط الأمور الدينية بالسلوكيات الجنسية من ناحية الطهارة والوضوء ومن ناحية الستر والحلال والحرام، فكل هذه الأمور أرى انها سهلة يمكن ان تمارسها الأم مع أبنائها، وتنقلها بكل سهولة بحيث تأمر الطفل بالمحافظة على عورته من الآخرين، فمثل هذه التوجيهات يمكن ان يمارسها الأب والأم مع ابنائهما بدون حرج لأنه كلام عادي وبسيط جداً. حينما يدرك الطفل ان هذه العورة لا يجب ان يشاهدها الآخرون سيحافظ على هذا الجزء الحساس حتى لا يقع في المعاصي.
 
@ "الرياض": ما الذي يترتب عليه من الآثار السلبية في ثقافة جنسية خاطئة سواء من وسائل الاعلام أو المدرسة أو حتى من الابوين؟
- يحيى البشري: إن عدم حصول الشاب أو الشابة على معلومات وافية عن النواحي الجنسية، أو حصوله معلومات مشوهة يؤدي بهم إلى ارتكاب الممارسات غير المناسبة، هذه الممارسات السيئة قد تكون تجاه نفسه، أو تجاه الآخرين، مما يؤدي به بالتالي إلى الولد أو البنت بالنواحي الجنسية.
فربما تعبث البنت بأعضائها التناسلية مما قد يؤثر على بكارتها، وربما الولد يمارس العادة السرية بشكل غير طبيعي.. واحياناً نجد ان الاطفال يتأثرون بمشاهد مخلة تعرضها القنوات الفضائية من خلال الأفلام فيعمد الطفل إلى اكتشاف ما شاهده ويحرص على تطبيق وتقليد ما رأه وربما يمارس الولد هذه السلوكيات مع أخته لأنه قد لا يعرف ان أخته من المحرمات، فهذه من الآثار الخطيرة التي جاءت بسبب وجود معلومات جنسية خاطئة. هذه المعلومات الخاطئة ربما ينقلها الطفل من المدرسة أو من خلال التعامل مع الخادمات أو السائق داخل البيت، اذ هناك ممارسات جنسية بين السائقين والخادمات مما يترتب عليه تأثر الاطفال بشكل أو بآخر، وقد يستغلون ذلك لممارسات سلوكيات مشينة مع الأبناء بشكل سلبي..
كذلك في المدارس نجد بعض الممارسات السلبية خاصة في المدارس المتوسطة كالاستعراض بالأعضاء التناسلبية بين الطلاب، والاستعراض بالصدر بين الطالبات.. وذلك مما يؤدي إلى بعض الممارسات الخاطئة بين الأولاد مع بعضهم البعض، وبين البنات مع بعضهن البعض، وقد يحدث الاحتكاك فوق الملابس مما قد يحدث النشوة الجنسية، هذا كله ناجم من مشاهد رأها من خلال فيلم شاهده في الفضائيات ويعمد على تقليدها.. لانه لا يملك ثقافة جنسية واعية، وربما ايضاً يحدث ذلك عن طريق الفطرة.. فإذا أجرينا دراسة مسحية قد نجد في المدارس بنين وبنات مثل هذه الممارسات.. وهذا ناتج بسبب وجود وسائل إعلام غير مسؤولة أو بسبب عدم وجود معلومة جنسية واعية، وهؤلاء لديهم غريزة انسانية ومن خلال التجربة مرة أو مرتين يستحسن الشاب مع الشاب والشابة مع الشابة فمن الاحتكاك يحدث ما لا يحمد عقباه مثل اللواط والسحاق وبعض الممارسات الجنسية الشاذة.
كذلك هناك أمر مهم وهو ان قضية الثقافة الجنسية ليست مسؤولية الأب والأم فقط لأنهما قد يكونان غير مؤهلين لذلك، ولكن تقع المسؤولية على شخص بديل قريب من الابناء
مثل الأخ الكبير الواعي أو الاخت الواعية كذلك لا ننسى دور التربويين ومقررات المدارس مما يحتم على المعلم ان يكون له دور في توضيح بعض المسائل الفيوسلوجية كالغسل والطهارة والوضوء كذلك على المرشد الطلابي دور في توعية الطلاب بشكل عمومي وليس بالشكل التفصيلي الذي هو دور الأسرة.
 
@ "الرياض": ما الوسيلة الواجب اتباعها بالنسبة للوالدين في إعطاء معلومات ثقافية جنسية عمومية بالنسبة للأطفال، وما الواجب على الوسائل الإعلامية اتباعها في هذا الجانب؟
- د. نزار الصالح:
* أريد ان أعقب على ما أشار إليه الأستاذ يحيى عن قضية الاستعراض الجنسي بين الطلاب أو التفاخر بالجنس باعتباره سلوكيات خاطئة إذ نجد ذلك في طلاب المرحلة الابتدائية من طلاب الفصل الثالث والرابع وما فوق إذ يسعى الطالب ان يثبت بأنه هو الرجل الأقدر على التحرش بالآخرين، وربما يعود ذلك لحجمه وطوله مقارنة باقرانه الآخرين الأقل حجماً مما يجعلهم ينصاعون لرغبات هؤلاء الطلاب الكبار ويقبلون هذا التحرش ويستسلمون لهم حتى يصبح لديهم كذلك سلوكيات خاطئة.
وبالنسبة للاناث يختلف الوضع فالانثى تحاول ان تبرز جمالها وبالتالي هذا يجعلها عرضة للتحرش من الآخرين حيث انها ومن غير ان تدري تحاول ان تبين أنها أجمل واحدة في الفصل لاهتمامها بالمكياج والحركات مما يشجع زميلاتها الآخريات في الرغبة فيها لأنها أكثر جمالاً وأكثر فتنة من تبدأ الممارسات الخاطئة.
أما فيما يتعلق بدور المدرسة والأسرة والمجتمع فأبدأ بدور الأسرة والمجتمع فإن دورها يبدأ منذ ان يكون الابن صغيراً فلا يجب ان نتخلى عن دورنا التربوي الجنسي من الصغر.
أما دور المدرسة فتكون من حيث المراقبة بإن تتم مراقبة كل متر في المدرسة خاصة دورات المياه، والفصول التي لا يكون فيها مدرسون لأن التصرفات الخاطئة تحدث من هذا الفراغ التربوي بسبب عدم وجود المراقبة الواعية في المدرسة. أضف إلى ذلك عدم حرص مدرسي التربية الإسلامية لتوضيح الأمور الجنسية الشرعية الواضحة التي لا يجوز ان تخفيها إذ كثيراً ما يتحاشون شرح بعض المعلومات الموجودة في المنهج ويحيلونهم إلى الأسرة لتشرح لهم تلك المعلومات التربوية الجنسية المنهجية.. فهذا خطأ تربوي لأن معلم التربية الإسلامية متخصص في هذا المجال وعليه ان يؤدي واجبه على أكمل وجه.. فلا يكفي ان يترك الأمر كلية للاختصاصي النفسي في المدرسة لأن عدد الاختصاصيين في المدارس عددهم قليل وعدد الطلاب كبير فلا يستطيع الاختصاصي النفسي ان يثقف هؤلاء الطلاب الثقافة الجنسية إذن نجد ان مدرسي الثقافة الإسلامية واللغة العربية هم الأقرب من حيث تناولهم القضاية الشرعية فإذا استطعنا توظيف هذه القدرات في المدارس نكون قد أنجزنا مهمة تربوية عظيمة لأن دور الأسرة يكون منذ البداية الطفولية أما في هذه المرحلة فالدور المدرسي أقوى لأن الطالب يمكث أطول فترة من الوقت في المدرسة.. أما إذا تعرض الطفل لتحرش جنسي في المدرسة في دورات المياه مثلاً أو في الفصول أو في الساحات فهذا اهمال واضح من إدارة المدرسة فيجب على المدرسة تحمل مسؤوليتها فليس فقط في عملية التثقيف الجنسي وإنماً في المحافظة على الأولاد في هذه الفترة لأنها فترة تعارف وفترة استكشافية يحاول فيها كل طالب التعرف على بعض السلوكيات الممنوعة في البيت ويرى أنه يمكن ان تتم ممارستها في المدرسة في حالة عدم وجود رقابة إدارية قوية وهنا تكمن الخطورة.
 
أما فيما يتعلق بدور المجتمع فإننا ما دمنا نسمع ببث هذا الفتن من القنوات الفضائية والمثيرات الجنسية نكون كأننا "ننفخ في قربة مقطوعة" لأننا كمتخصصين وإعلاميين وتربويين نقول ان هذا الأمر ممنوع في حين انه مسموح عبر الفضائيات فهذا مما يسبب الازدواجية لدى الأطفال فيبدأون بالتالي ممارسة الجنس بطريقة غير مشروعة في الخفاء مع زملائه في المدرسة أو الحارة ومن ثم تبدأ هذه السلوكيات المشينة في الظهور، فنحن إذا عمدنا على تحصين الطفل في المنزل واستطعنا منع ما يبثه الإعلام والقنوات من سلوكيات جنسية نكون قد قللنا من خطورة الممارسات السلوكية الخاطئة.
 
- عبدالرحمن الصبيحي: أريد الإشارة إلى ما ذكره الدكتور نزار باعتبار انه لا يرى أهمية للرجوع إلى الأخصائي النفسي بسبب عدم وجود العدد الكافي من الاخصائيين النفسيين ولكن ما أقصده بالأخصائي النفسي ليس المرشد الطلابي لهذا نطالب بإيجاد أخصائي نفسي في المدارس يعمل مع المرشد الطلابي أو يكون بديلاً للمرشد الطلابي.
كذلك ما أود الإشارة إليه كذلك هو العمل على نقل الثقافة الصحيحة للأطفال حيث ان هذا يكون كفيلاً بوقاية الأطفال من تعرضهم للتحرشات الجنسية لأن الطفل حينما يكون لديه ثقافة جنسية شاملة يتضمن معرفته بجميع قضايا الجنس وبالتالي يدرك جميع المواقف التي يتعرض فيها للتحرش الجنسي وهنا سيكون قادراً على حماية نفسه إلاّ في حالات الاغتصاب التي من الصعب التحكم فيها.
 
- عبدالله المسعود: أضيف إلى ما ذكره الدكتور نزار أمراً آخر وهو ما يتعلق بالطفل الذكر إذ هناك حالات جنسية تعرض لها الأطفال الذكور إلى تربية جنسية خاطئة في مرحلة ما قبل المراهقة وبالتالي يكون شاذاً عندما يحاول ان يقوم بدور الانثى.. وهنا الخطر.
- د. نزار الصالح: ان ما أشار إليه الأستاذ عبدالله المسعود يتعلق بالخلط في الهوية الجنسية فإنه إذا نشأ الطفل الذكر هو لا يعلم دوره في الهوية الجنسية الذكرية فربما يتبنى الهوية الجنسية الانثوية وبالتالي ينشأ ذكراً لكنه بتصرفات انثوية وهنا يأتي دور الأسرة التي يجب عليها ان توجه الطفل حتى لا يقع في خلط بين دوره الذكوري والدور الانثوي وتوجهه إلى تبني الهوية الجنسية المناسبة.
 
@ "الرياض": هذه الحالة تعتبر حالة شاذة.. ولكن ما هو دور النفسيين والتربويين مع الحالات الطبيعية لدى عامة الأطفال في مختلف مراحلهم؟
- يحيى البشري: من الأمور التي تحدث هو استكشاف الجنس وهذه نراها عندما يحاول طفل بخلع جزء من ملابس زميله بطريقة طفولية بريئة من أجل التعرف هل أعضاء زميله مثل أعضائه.. وهكذا من غير ان يكون تفكيره في الممارسة الجنسية.
أما في المرحلة المتقدمة فالأمر يختلف تماماً فهناك ممارسات جنسية لأن هذه مرحلة بلوغ وقد تصل إلى مرحلة اجبار.
- عبدالله المسعود: ان الأطفال الأيتام الذين يتم تربيتهم في مؤسسات حكومية تقوم على رعايتهم العنصر النسائي وطوال الست سنوات الأولى لا يتعامل مع أب أو عم أو أخ ثم ينقل إلى مجتمع جميعهم ذكور مما أدى إصابة بعضهم ببعض الصدمات الاجتماعية وهناك من أصيب بحالات شذوذ حينما تجده يتصرف بثقافة جنسية انثوية.
 
- د. نزار الصالح: من المهم جداً ان تعرف الأسرة دورها في تعاملها مع الثقافة الجنسية بالنسبة للطفل فعلى الأسرة الحرص على تأكيد الجوانب الشخصية للطفل سواء ذكر أو أنثى، لأن أي تحرش جنسي في المستقبل سيكون له انعكاسات سلبية على طبيعته الشخصية وسلوكياته.
فالمطلوب ان نبدأ بالتعامل الصحيح مع أبنائنا في طفولتهم قبل المرحلة الدراسية بالتأكيد على قوة شخصيتهم بحيث يستطيع ان يمتنع عن تصرفات لا يرضاها وألا يكون سهل الانقياد للآخرين فهذا هو دور الأسرة، أما إذا كانت الأسرة لا تستطيع ان تربي أطفالها على السلوكيات القويمة فستصبح أمام مشكلة كبيرة، أما إذا استطاعت الأسرة من خلال ثقافة الأب وثقافة الأم على تبني هذا الدور ونقله إلى الأبناء بالشكل الذي يجعلهم يجيدون التعامل مع المواقف المختلفة.. لأن الطفل يتعرض في عدة مواقف مختلفة للتحرش الجنسي من بعض أفراد الأسرة أو من الخادمة بحكم قربهم وقدرتهم على التعامل مع هذا الطفل الصغير في مراحل عمرية صغيرة.. فإذا لم يستطع الطفل بقوة شخصيته من الامتناع عن الانقياد لرغبات الآخرين سيمارس هذه التصرفات السلوكية وفي آخر المطاف نكتشف ان هذا الطفل لديه مشكلات نفسية نتيجة لهذه الممارسات.. إذن قضية بناء الشخصية قضية مهمة جداً لتلافي ما قد يحدث لهذا الطفل في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة.
كذلك أود ان أؤكد على الهوية الجنسية إذ من المهم ان نحافظ على سلامة الهوية الجنسية بالنسبة للطفل ذكراً كان أو انثى حتى لا يحدث لبس.. وفي المرحلة الابتدائية إذا لم يتم اشباع الطفل بمعلومات جنسية تؤكد على هويته الجنسية كذكر أو كانثى يمكن يحتاج هذا الطفل إلى ان يتعرف على ذلك من خلال زملائه في المدرسة وهذا مما قد يوقعه في مشاكل جنسية.
 
- عبدالرحمن الصبيحي: أنا ما زلت أؤكد أن الأسرة هي المسؤول الأول في نشر الثقافة الجنسية بين افرادها واذا لم تستطع الأسرة فهناك بدائل أخرى.
وتأتي في المرحلة الثانية من حيث المسؤولية المدرسة سواء من خلال المعلمين بشكل عام او المرشدين الطلابين بشكل خاص او من خلال محتوى المناهج والتي - وللأسف الشديد - تخلو من اي اشارة إلى الثقافة الجنسية الا ما يتعلق بقضايا البلوغ والطهر حيث ان الثقافة الجنسية أعم من هذا الجانب.
هناك أمر آخر وهو اننا نلاحظ ان الآباء والأمهات يقعون في حرج عندما يريدون تعريف الأطفال لهذه المعلومات الجنسية، وذلك يعود الى الخجل والحياء الزائد، ولكن وفي رأيي ان الصعوبة تكمن في البداية ولكن حينما يبدأ الأب مع أحد أبنائه في تناول هذه القضية في جلسة خاصة مستقلة بعيدا عن بقية الأهل ويشرح له أساسيات هذا الموضوع فانه سيجد في المستقبل أن الطفل بدأ يتقبل المعلومة بصدر رحب، بعدها سيجد الأب نفسه قادرا في كل مرة على نقل هذه الثقافة لأولاده بطريقة سهلة وبسيطة، والمطلوب في هذه الحالة ان يكون لدى الأب والأم وعي ومعرفة بالمعلومات والثقافة الجنسية الصحيحة التي يجب أن تنقل للأطفال، لأن هناك - وللأسف الشديد - آباء وأمهات ينقلون معلومات خاطئة لأطفالهم معتمدين في ذلك على خبراتهم فقط، والخبرة ربما لن تكون كافية اذا لم يصاحبها قراءة واطلاع في هذا المجال.. ونحن جميعا نعلم ان المكتبات مليئة بالكتب التي تتناول مثل هذه القضايا، وايضا يمكن للآباء والأمهات الدخول في مواقع الانترنت للاطلاع والتعرف على المعلومات المهمة في هذا الجانب.
هناك كذلك أمر جدير بالملاحظة وهو ان هناك عادات اجتماعية في المجتمع السعودي كفيلة بأن يتعرض الطفل للايذاء الجنسي وذلك اذا لم يشبع الطفل بثقافة جنسية صحيحة ومتكاملة.. ومن هذه العادات نوم الطفل عند الأقارب، وأنا من واقع تجاربي مررت بتلك الحالات فحينما نسأل الأب مثلا أين حدث لهذا الطفل الأمر يقول حينما كان ينام مع ابناء عمه او ابناء خاله، لذا انا أرى أن الأسرة ليست بحاجة بأن تضع اطفالها ينامون عند اسرة اخرى لأن جلوس الطفل مع اقاربه لمدة اربع او خمس ساعات كافية لاشباع رغباته من اللهو واللعب والانبساط، فلا داعي لترك الطفل لينام بعيدا عن منزل الأسرة.
 
- عبدالله المسعود: أرى أن وزارة التربية والتعليم عليها دور كبير في تبني هذه القضية، وقد قرأنا عبر الانترنت بدأت تهيئ نفسها لهذا الموضوع وحتى نستطيع ان نهيئ المجتمع لتقبل كلمة الثقافة الجنسية ارى أنه لا بأس من استبدال كلمة الثقافة الجنسية بالثقافة الأسرية وهذا ربما يكون مخرجا مناسبا لتناول هذه القضية لأننا حينما نتحدث عن الجنس نتناوله بتحفظ شديد نسبة للنواحي الدينية.
 
يحيى البشري: أنا ربما لا أؤيد ما ذكره الاخوة الكرام من اثارة هذه القضية اكثر من المطلوب حفاظا ألا نخدش الحياء والا نخرج من بعض الأطر الدينية والاجتماعية - لانني مقتنع تماما ان ليس كل الأسر لديها قنوات فضائية واجهزة انترنت، فلا يجوز ان نقيس على المدن فقط فهناك القرى والهجر ما زال الناس محافظين على عاداتهم، وكذلك نحن في المدن لدينا مجتمع محافظ فيه الكثير من القيم والمثل الطيبة، وما يحدث من شذوذ جنسي تعتبر حالات فردية ولم تصل الى مرحلة ظاهرة اجتماعية، فحينما يتناول الاعلام هذا الامر يجب ان يتم التناول من حيث تبصير المجتمع بكيفية التعامل مع هذا الأمر وأرى ان يتم التناول بشكل تربوي كذلك على المختصين من علمائنا عليهم ان يقوموا بدور تبصير الأسرة والمدرسة في مساعدة الطفل في فهم ما يتعلق بالثقافة الجنسية وليس دورهم استهداف الطفل، لأن استهداف الطفل قد يؤدي الى أمور اشد تعقيدا..
 
- د. نزار الصالح: نحن حينما نأتي نقول نريد ان نرسخ الثقافة الجنسية انا أعتقد ان عبارة الثقافة الجنسية تعبير خاطئ.. وانما يجب ان نؤكد اننا من خلال مراحل النمو نحتاج الى الاهتمام بالجانب العقلي والجسدي والاجتماعي لدى الطفل ويدخل ضمن هذه الأمور الثقافة الجنسية بشكل وبآخر نسبة لحساسية الأمر في المجتمع، لانني أرى ان المجتمع الغربي بالرغم من انفتاحه لديه مشاكل جنسية فاذا كان لدينا 10% من مشاكل فهناك نجد ما يزيد على 50% واذا كان لدينا تحرش جنسي هناك في الغرب يوجد اغتصاب، فهناك مشاكل اجتماعية كثيرة بالرغم من الانفتاح والوعي الثقافي الا ان المجتمعات الغربية تنادي بتدريس الأطفال في مدارسهم ثقافة جنسية.
فنحن من خلال التوجيه الاسري ومن خلال الثقافة الاسلامية نستطيع ان نوجه رسائل ثقافية جنسية بطريقة بسيطة وسهلة حتى نقضي على موضوع الاستكشاف الذي يؤدي الى خطأ.
كذلك الناحية الشرعية يعتبر من الامور المهمة جدا خاصة فيما يتعلق بحفظ النفس من الناحية الجنسية هناك ايضا جانب مهم وهو حسن التعامل بين الزوج والزوجة في المستقبل لأن اهمالهما للثقافة الجنسية بهذا المفهوم في فترة الطفولة سيؤدي الى إنشاء اسر لا تدرك اهمية الثقافة الجنسية بالشكل المناسب مما قد يؤدي إلى خراب بعض البيوت، اذن نحن بحاجة الى نشر توعية علمية من خلال الثقافة الاسلامية في المراحل المختلفة حتى نصل الى مرحلة يمكننا توصيل المعلومات دون ان نتسبب في خدش وجه المجتمع.
 
- عبدالرحمن الصبيحي: أنا أؤكد على ما ذكره الاستاذ عبدالله المسعود وهو انه لابد من اثارة هذه القضية على أوسع نطاق ممكن "لأن آخر العلاج هو الكي" لاننا الى الآن غير قادرين على التحدث وابداء رأينا في هذه القضية ولا الاسر ايضا قادرة على نشر الوعي الجنسي بين اطفالها، وهذا مما ادى إلى انتشار الطلاق بسبب عدم المام الزوجين بالثقافة الجنسية،
- عبدالله المسعود: كما اشار أحد الزملاء انه ليس كل الأسر السعودية تمتلك القنوات الفضائية اذ نجد ما بين 70الى 80% يمتلكون الأطباق والبقية لا يملكون حتى التلفاز داخل بيوتهم..
- د. نزار الصالح: يجب أن نؤكد على أهمية المراحل العمرية فما يصلح للمرحلة الابتدائية ولا تصلح للمرحلة الجامعية..
- يحيى البشري: أنا ما زلت عند رأيي وهو انني ضد تثقيف الأطفال جنسيا عبر وسائل الاعلام وانما يجب ان تكون الرسالة موجهة نحو الاسرة التي هي بدورها تقوم بتثقيف اطفالها بهذه الجوانب.
 
التوصيات

يجب التعامل مع الطفل منذ الصغر بشكل واضح من حيث تعريفه بهويته الجنسية وكيفية المحافظة على سلوكياته.
ضرورة اهتمام الاسرة بتثقيف أبنائها من الناحية الجنسية عبر مراحل اعمارهم المختلفة
على المدرسة ضرورة المحافظة على الطلاب والاشراف عليهم في جميع مرافق المدرسة لمنع حدوث ممارسات شاذة.
التربية الجنسية هامة لكل جنس ولكن بالقدر الذي يفي بالغرض وربما يتناسب مع المرحلة العمرية للطفل ومستوى نضجه الفيوسلوجي وقدرته الشخصية والنفسية.
تعزيز الجوانب الشخصية لدى الطفل ليحمي نفسه من الآخر.
أهمية دور وسائل الاعلام في تبصير الاسرة بكيفية تناول هذا الموضوع بشكل مناسب.
أهمية مناقشة التربية الجنسية داخل الاسرة بشكل يتصف بالحميمية بدلا من القاء تعليمات صارمة.
لابد من تضمين المناهج الدراسية بعض المعلومات الخاصة بالثقافة الجنسية ولكن ان تكون تحت مسمى الثقافة الاسرية.
لابد ان يكون للاعلام دور كبير في اعداد برامج جماهيرية لتوعية افراد المجتمع لنقل الثقافة الجنسية الصحيحة.

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6356969 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة