فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

ضحايا العنف الأسري يتحدثن

القراء : 1962


ضحايا العنف الأسري يتحدثن

زوجات وفتيات يتعرضن للضرب والإهانة يومياً
حزنت علي وفاة والدتها فواجهت الضرب والاغتصاب من الزوج

نورة : والدي حّول حياة أمي وإخوتي جحيماً

رغم أن العنف ضد المرأة القطرية مازال يمثل سلوكاً فردياً لا يرتقي لمستوي الظاهرة العامة، الا انه يثير هواجس واهتمامات مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات حماية المرأة التي تعتبره انتهاكاً لم يعد مبرراً ضد المرأة بعد زيادة وعي المجتمع وتوفير الحماية القانونية للمرأة في القانون القطري الذي يسعي للحفاظ علي حقوق المرأة والطفل من تعسف بعض الأزواج.

الدراسات الاجتماعية التي رصدت حالات العنف ضد المرأة القطرية تؤكد ان هناك عدداً من الأسباب وراء تعرض المرأة للعنف من جانب أحد أفراد أسرتها الأب أو الأخ أو الزوج . مثل نقص الوعي التربوي ومعاناة مرتكب الإيذاء مشاكل نفسية واجتماعية ، وضعف الشخصية التي تدفع صاحبها الي التعبير عن الغضب بوسائل الإيذاء المختلفة مادية ومعنوية فضلا عن ظروف التنشئة التي تجعل من العنف ضد احدي افراد الأسرة سلوكاً مقبولاً وحتمياً في بعض الحالات.

سجلات المحاكم وملفات مركز الاستشارات العائلية تحمل العديد من حالات العنف ضد المرأة، والتي تكشف غياب لغة الحوار أحياناً بين المرأة والرجل، فتتحول الكلمات الي لكمات.

تروي س م في مطلع الثلاثيينات من عمرها قصتها مع العنف الزوجي فتقول : تعرضت للضرب المبرح علي يد زوجي الذي لا تعرف الرحمة طريقاً إلي قلبه ، فقد كان يطلب مني حقوقه الشرعية بعد وفاة والدتي بثلاثة أيام فقط غير مبال بحالتي النفسية والبدنية وعندما واجهت طلبه بالرفض انقض علي كالثور الهائج وقام بتمزيق ملابسي واغتصبني والدماء تسيل من وجهي من أثر الضرب المبرح.

وتضيف: بعض الأزواج يجبرون زوجاتهم دون مراعاة الحالة التي تعيشها سواءً كانت مرضاً أو حزناً فالمهم هو تلبية رغباتهم وغرائزهم .

هناك نوع آخر من العنف.. وهو العنف من الآباء ضد الأبناء .. نورة إحدي هذه النماذج.. تقول : أتمني أن اهرب من والدي فأنا أخاف منه كثيراً ولا أريد أن أراه مرة أخري.. فكل شيء عنده هو الضرب والإهانة.. ويهين ويضرب أمي وأخي الكبير أمام أعيننا .. ويهددني بإخراجي من المدرسة وتزويجي وأنا في الصف الثاني الإعدادي..

نورة تبلغ من العمر 14 سنة تروي معاناتها مع أسرتها حيث يعيشون عنفا قاسيا كل يوم مع والدها الذي يفرغ غضبه في سب الدتها بألفاظ قاسية لها ولعائلتها وإخوانها.

وتضيف نورة : أمي لاتقاوم عذابها وتكتفي بالصبر والصمت والجلوس في وضعية مذلة ومهينة أمامه .

وتشير إلي أن هناك الكثير والكثير من أشكال وأنواع العنف الأسري الذي تتعرض له عائلتها يوميا، وان هذا بطبيعة الحال يؤثر علي اخوانها نفسياً واجتماعياً وتحصيلهم الدراسي بل يؤثر علي رؤيتهم المستقبلية للزواج وعلاقة الرجل بالمرأة.

وتقول نورة : أن والدي شديد الغضب ودائما يرفض الاستجابة لطلبات اخي الأكبر ويقوم بضربه وشتمه ، وفي احد الأيام طلب أخي من والدي أن يشتري له سيارة أسوة ببقية زملائه فرفض والدي وجرت بينهما مشادة وخرج أخي غاضبا فتعرض لحادث مروري فور خروجه وأصيب بإصابات بليغة.

وتؤكد نورة ان حياتهم في المنزل دائما صراخ وشجار وعنف وعدم تفاهم. وان أخوتها دائما ما يستخدمون الآلات الحادة والسكاكين والتهديد بالقتل والهروب من المنزل كل ذلك بسبب المشاجرات والخصام.

وتضيف: انني اتألم لحالنا ووضعنا داخل المنزل فوالدي يقسو علينا نحن البنات ويعاملنا معاملة سيئة ويتلفظ علينا بألفاظ جارحة مما سبب لنا حالة نفسية سيئة جدا.

معظم قصص العنف الأسري تبقي طي الكتمان، حيث ترفض الزوجة أو الابنة كشف معاناتها للآخرين حفاظاً سمعة عائلتها وعدم تحطيم زواجها وعدم تعريض أحدد من أفراد أسرتها للمساءلة القانونية، فالعنف الأسري كان ولا يزال مسألة اجتماعية مقلقة في المجتمعات الخليجية .

تؤكد الدراسات الاجتماعية ان العنف الأسري مثله مثل غيره من الظواهر له أسبابه العامة كالأمراض العقلية والظروف المحيطة ولكن له خصوصية يتميز بها عن غيره من أنواع العنف فهو يدخل في صميم العلاقة الأسرية ويثبت عدم وجود تواصل بين الأزواج وتفكك في الروابط الأخوية أيضاً .. وارتفاع عدد أفراد الأسرة . وكذلك تعاطي المخدرات والمسكرات .

فالعنف الأسري ليس وليد الساعة فالإنسان الذي تعرض في طفولته لعنف أسري ففي الغالب سوف يمارس هذا العنف علي أسرته التي أنشأها - زوجته وأولاده - وكذلك قد يولد العنف في جو الأسرة الذي لا تتوافق فيه العادات والتقاليد بين الزوجين .. أيضاً عدم التزام الزوجين بالحياة الزوجية الحقيقية .. ومما يساعد العنف الأسري أكثر علي الزيادة والتمادي هو الرضوخ له وعدم مقاومته .. ويلعب الفهم الخاطيء للرجولة دوراً في ذلك..

بصورة عامة يؤدي هذا العنف إلي فقدان الزوجة ثقتها بنفسها وكذلك الإحساس بالمبادرة أيضاً هناك اضطرابات فيسيولوجية وقد يصل الأمر إلي اللجوء للطبيب، ومن الآثار الظاهرة للعيان أكثر هو اضطراب العلاقات الأسرية وتفككها وهروب الأولاد من المدارس ومع الزمن ينتقل هذا العنف للأبناء وبذلك نصبح في دائرة مغلقة لا نستطيع التخلص منها.

وأشارت الدراسات الي ان للعنف أشكالاً متعددة، ولا توجد حدود فاصلة بين أنواع العنف (جسدي ونفسي وجنسي) فكلها تتداخل مع بعضها البعض، كما أنه لا توجد حدود فاصلة بين ما يمكن تسميته العنف الأسري أو المجتمعي؛ فمثلاً ممارسات مثل الدخلة البلدي، جرائم الشرف تتم بأيدي أفراد الأسرة، ولكنها بضغوط من المجتمع، وهناك أيضا العنف الناتج عن النزاعات المسلحة.

ويشمل العنف الأسري: الضرب والإيذاء (الجسدي والنفسي والتحرش والاغتصاب والإهانة...)، وبالرغم من انتشار هذه الظاهرة فإنه يصعب رصدها وبالتالي تحليلها.

تقول د. فاطمة سلامة عياد - استاذ علم الإجتماع والباحثة الاجتماعية: بالرغم من أن العنف الأسري يتضمن كل أشكال الأذي أو الضرر الذي يوقعه فرد من أفراد الأسرة علي آخر إلا أن الإحصائيات لا تدع مجالا للشك بأن الأنثي تشكل الغالبية العظمي من ضحاياه الأمر الذي جعل العنف الأسري ظاهرة مرتبطة بالمرأة. والعنف الأسري ظاهرة تمتد في الزمن عمقاً إلي نشأة المجتمعات الإنسانية كما أنها ظاهرة عبر حضارية حيث توجد في كل المجتمعات المعاصرة دون تمييز علي أساس ثقافي أو عرقي أو اقتصادي.

وبالرغم من أن المجتمعات العربية تتفق مع غيرها من المجتمعات في حقيقة الظاهرة ووجودها إلا أنها تختلف معها في درجة الاهتمام والمصارحة بها لدرجة قد يفسر بالإهمال والتجاهل المتعمد والذي بدوره سمح للظاهرة بالاستشراء والاستمرار. وقد عبر هذا التجاهل والإهمال عن نفسه بما يلاحظه دارس هذه الظاهرة من ندرة للأبحاث والتقارير المتعلقة بظاهرة العنف الأسري بشكل عام والعنف ضد المرأة بشكل خاص حيث إنه وبالرغم من الجهود المبذولة لم يتم رصد إلا من عدد يسير من الدراسات العربية حول تلك الظاهرة وحتي هذا اليسير نشر معظمه بلغة وإصدارات غير عربية.

جريدة الراية القطريةالسبت 26/4/2008

 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6357123 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة