فهرس الموضوعات

حقوق الانسان والطفل

حُقوق الإنْسَان في الاسلام

ميثاق الطفل في الإسلام

اتفاقية حقوق الطفل

أيـــــذاء الـطـفـل

ماهو؟ من؟ لماذا؟ كيف؟

الاعتداء العاطفي

الاعتداء الجسدي

الاعتداء الجنسي

الإعتـداء بالإهـمـال

الإعتداء على الطفل الرضيع

العـنف الاســري

التعريف والتشخيص

مظاهره ومعالجاته

الوقــــايـة

العنـف المـدرسـي

المظاهر، العوامل، العلاج

العقاب البدني واللفظي

العنف في الاعلام

التأثير على الأطفال

إشكالية العنف في الإعلام

وسائل الترفيه للطفل المسلم

الإعاقة والأعتداء

عوامل الخطورة

الاعتداءات الجنسية

التربيه الجنسيه والتعامل الاجتماعي

التربية الجنسية للأطفال والمراهقين ذوي الاحتياجات الخاصة

منوعـــــــــــــــات

قوانين وتشريعات

مطويات ونشرات

مختارات من المكتبات


الدراسات
المكتبة

الطلاق العاطفي حالة شائعة تقتل الحب وتدمر العلاقة بين الزوجين

القراء : 3949


اختصاصية: مناقشة الزوج بطريقة هادئة ولغة حوار جيدة تعيد الدفء للحياة الزوجية

الحوار وسيلة فعالة تمكن الزوجين من التغلب على الطلاق العاطفي

يلجأ أحد الزوجين عند اكتشافه أمراً أزعجه من الطرف الآخر إلى الصمت الدائم، كعلامة على انزعاجه من ذلك الأمر، وقد يطول الصمت في بعض الأحيان بين الزوجين ليصل إلى أيام وشهور، ويطلق الاختصاصيون على هذه الحالة "الطلاق الصامت" أو الطلاق العاطفي".

هذا ما حدث مع سارة عبد الله (ربة منزل). تقول "أعيش أنا وزوجي تحت سقف واحد، وننام معا في غرفة واحدة، إلا أننا لا نمارس أية علاقة زوجية، لا أذكر أن هناك اتفاقاً مسبقاً بيننا على هذا النمط من المعيشة، ولكننا منذ ما يقارب من خمس سنوات ونحن على هذا الوضع".

أما صافية مسفر (ربة منزل) فتقول "كل يوم يمر علي أفقد فيه الإحساس بأنوثتي، حيث تمضي سنوات عمري وأنا أعيش دوراً لم أختره داخل أسرتي وأمام أهلي، فأنا أعتبر نفسي مهمشة في حياتي الزوجية، رغم أنني أوفر لزوجي أسباب الراحة التي يطلبها، فنحن نعيش معاً مثل الغرباء في بيت واحد، لا أثر لأي عواطف، ولا تواصل بيننا على أي مستوى، وعلاقتي مع زوجي أصبحت مهملة، والسبب يعود إلى شكه المستمر بي، وما يسمعه من أصدقاء السوء من حوله حول النساء وعلاقاتهن، هذه الشكوك جعلته يبتعد عني".

حاجز نفسي

وأوضحت الاختصاصية النفسية بمركز الطب بالرياض الدكتورة سلمى مصطفى أن الطلاق الصامت يسميه الاختصاصيون في الإرشاد الأسري والزواجي الطلاق الصامت أو العاطفي، والطلاق الحقيقي أفضل من الطلاق الصامت بين الزوجين، لأن بعد الانفصال من الحياة الزوجية بينهما، يعلم أي من الزوجين ما له وما عليه، لكن الطلاق الصامت يدمر العلاقة ويشيع الهواجس والظنون.

وأضافت أن الطلاق الصامت علامة من الزوج لزوجته بأنها قامت بفعل جعله يقطع علاقته بها بطريقة لا تؤذيها أو تؤذي أطفالها، وفيها يعيشان معا، ولكن لا حديث بينهما، ولا يدور بينهما أي أمر، مجرد وجود شكلي له".

وأضافت سلمى أن هذا الأمر يخلق حاجزا نفسيا بين الزوجين، وكثيراً ما تلجأ بعض النساء إلى الصمت تجاه هذه الشكوك، بينما تلجأ أخريات إلى المصارحة التي تؤدي إلى خلق فجوة أكبر، وقد تستمر الحالة طويلاً بينهما، لتصل الحال إلى الانفصال المعلن.

وأكدت الاختصاصية النفسية أن الطلاق الصامت يحدث خشية أن يتسبب الطلاق التام في تشرد الأولاد، وكلام الناس، كما يعتقد الزوجان، وقد لا تطلب المرأة الطلاق لعدم وجود عائل لها ولأولادها غير زوجها، لذلك تفضل الطلاق الصامت، وبقاءها مع زوجها شكلا أمام الناس وأهلها وأبنائها.

حالة شائعة
وترى الأستاذة في علم النفس بكلية التربية بجيزان الدكتورة حنان حديش أن هذه الحالة شائعة بين المتزوجين، خصوصاً من مضى على زواجهم فترة طويلة، والذين لا يوجد تجديد في حياتهم، فتأخذهم مشاغل الحياة والأطفال، وتضيف أن نقص الحب بين الزوجين مع افتقار الزوجين للثقافة الزوجية ولغة الحوار ومهارات حل الخلاف، تتسبب في الطلاق العاطفي الذي يكون في الغالب نتيجة لسنوات من الخلافات المتراكمة، مع مشاعر من اللوم للآخر.

وأشارت إلى أن هذا النوع من الطلاق الذي يمارسه بعض الرجال يعتبر سلوكاً مرضياً، مرجعة ذلك إلى أنه يرغب أحياناً في الإساءة إلى زوجته، فينتج من ذلك الطلاق الصامت أو العاطفي، إذ يتخذ الرجل من هذا السلوك عقاباً للزوجة أو انتقاماً منها، نتيجة لشخصية مريضة تستمتع بتعذيب الآخر أو الحط من قيمته.

وأوضحت الدكتورة حنان بأن على الزوجة التي تعاني من هذه المشكلة درس الأسباب التي أدت إلى هذه الغربة بينهما، ومعرفة إن كان هناك وجود لمشكلة جسدية مثل الضعف الجنسي، فكثير من الرجال يتجنب العلاقة الزوجية نتيجة لذلك، معتبرة هذه المشكلة تُشعر الرجل بالإحراج وجرح الكرامة والشعور بالدونية والهزيمة، مما يجعله يقرر الانسحاب والصمت والعزلة، من دون أية رغبة في الحديث أو حتى التعامل اليومي مع زوجته.

وأضافت أن على الزوجة عدم السكوت في البداية. بل لا بد من مناقشة الزوج بطريقة هادئة بعيدة عن اللوم والتجريح، وإشعاره بحبها له، ورغبتها الصادقة في علاقة أحسن، مع استخدام لغة حوار جيدة، مثل استخدام رسالة "أنا" بدلاً من رسالة "أنت" التي فيها نوع من اللوم والاتهام، فمثلاً تقول الزوجة "أنا أشعر بالألم لبعدك عني"، بدلاً من "أنت بعيد عني ولا تشعر بي".

ولفتت حديش إلى أهمية زيارة المعالج النفسي لكي يتعرف على سبب المشكلة إذا ما كانت نفسية أو جسدية، منوهة إلى أن الكثير من الأزواج يرفضون الذهاب للعلاج النفسي، ولكن على الزوجات الذهاب، حتى لو كن بمفردهن في البداية، فالمعالج النفسي الماهر يستطيع استدراج الزوج لجلسات العلاج النفسي، مؤكدة أهمية تشجيع الزوج عند قيامه بأية مبادرة، بحيث تعطينه قيمة لمحاولاته كافة، حتى غير الناجحة، وعلى الزوجة أن تساعد زوجها وتقف معه، وأن تشعره بحبها له وفهمها لمشكلته، وأن توضح له أيضا مدى تأثير المشكلة على أطفالهما.

ازدياد حالات الطلاق

وتشير الاختصاصية الاجتماعية في مركز الإرشاد الأسري بالرياض حصة السعيد إلى أن حالات الطلاق والعنف الأسري ازدادت في الأعوام الماضية، وأن غالبية الحالات التي تنتهي بالطلاق لزوجات يشتكين من الإهمال وعدم التواصل اللفظي والجسدي والعاطفي من الزوج, إضافة إلى التعامل مع الزوجة بطريقة قاسية وجارحة لمشاعرها ومؤذية لكرامتها وقاتلة لأنوثتها، فتصل العلاقة بينهما إلى طريق مسدود.

واعتبرت حصة أن بعض السلوكيات السلبية التي تظهر على الأطفال من فشل دراسي وعدوانية وانخفاض الشهية، كلها مظاهر لاضطرابات التواصل الأسري، مشددة على أهمية التركيز على إصلاح الخلل المحتمل في الكيان الأسري، وتشير إلى أنه لا يجب أن نغفل أثر الطلاق العاطفي أو الصامت في الزوجة، لأنها الطرف الأكثر تضرراً، فهي في الغالب الجانب الأكثر عطاء، إذ تخاف غضب الزوج وكثيراً ما يدفعها شعورها بعدم الأمان لأن تلغي ذاتها من أجله، فتصبح بلا كيان ولا رغبات، وبمرور الوقت تزداد المعاناة، وتصل إلى اضطرابات نفسية عدة.


 أطبع التحقيق أرسل التحقيق لصديق


[   من نحن ? |  البوم الصور | سجل الزوار | راسلنا | الصفحة الرئيسية ]
عدد زوار الموقع : 6357181 زائر

مجموعة المسـاندة لمنع الاعتداء على الطفل والمرأة

جميع الحقوق محفوظة